وللرحالة الروسي "ایلیا نيكو بیرزین" دراسة عنوانها (كربلاء) ونشرها في مجلة (دراسة الأرض والرحلات) في موسكو عام 1808م، ووصف سور مدينة كربلاء بقوله: ويحيط بها سور من الطابوق المجفف بأشعة الشمس، ويتألف من صفين، الصف العلوي يكون بمثابة مدارج ومشارف، وأما الصف السفلي فيتكون من اقسام امامية خالية ومكشوفة يفصل بعضها عن البعض بالحواجز، وتكون هذه الفروع احيانا مأوى للفقراء الذين الاسكن لهم، كما هي الحال في بغداد تماما.
وكان السور الأخير لمدينة النجف الاشرف قد احتفظ ايضا بهذه الخاصية الاجتماعية، فاتخذه الفقراء مكانا للسكن، ومنزلا اتخذه الزائرون في المناسبات الدينية. وكانت رحلات الأوربيين إلى العتبات المقدسة في القرن التاسع عشر الميلادي قد اوضحت كثيرة من المعالم الحضارية والعمرانية لمدن العراق، ومنها مدينة كربلاء، واصبحت مصادر للمؤرخين والجغرافيين والمعنيين بتخطيط المدن من المهندسين، ويبدو أن تكرار الهجرات الوهابية على مدينة كربلاء المقدسة وبخاصة في عامي( 1216 و1217 هـ/ 1801 - 1802م)، جعل بعض المؤرخين والبلدانيين يقعون في اخطاء تاريخية ومنهم الرحالة ابو طالب خان.
وكانت مسميات (ابواب الاسوار) تخضع لمواقع جغرافية واجتماعية واقتصادية فباب بغداد والنجف باتجاه هاتين المدينتين، وباب المخيم نسبة لموقع تاريخي عريق، وكذلك بالنسبة لبابي الخان والطاق، اما باب (السلالمة) فانه نسبة لعشيرة السلامة الشمرية، وتقع قديما في محلة آل فائز .
ويقول الأستاذ السيد سلمان هادي آل طعمة آن "محلة باب النجف كانت تعرف قدي بمحلة ال زحيك. ومما يبدو أن سور مدينة كربلاء الاخير قد ازيل عند مطلع القرن العشرين، فذكر الاستاذ "سعيد رشيد زمیزم": أن الكاتبة البريطانية (المس بیل) عند وصفها لمدينة كربلاء عام 1911م قالت (ليس لها اسوار).
ومن خلال الرحلة التي قام بها (جون بيترز) الامريكي لمدينة كربلاء عام 1309هـ/ 1890 م وجد سور مدينة كربلاء قد تهدم، ولم تبق منه سوى ابوابه . وهذا يلتقي مع الوصف الذي اشارت اليه الكاتبة البريطانية (المس بيل). وبالسنة نفسها (1329 هـ/ 1911م) وصف عمنیوئيل فتح الله عمانوئيل مدينة كربلاء بعد التغيير العمراني لها، وسماها (كربلاء الجديدة)، ويقول الدكتور "رؤوف محمد علي الانصاري: أن مدينة كربلاء وصفت عام 1918 م بانها تتكون من جزئين: الجزء الأول يمثل المدينة القديمة، والجزء الثاني يمثل الحي الجديد الذي يقع إلى الجنوب والجنوب الغربي.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، ج1، ص65-68.