منذ عام 61 هـ، والحائر الحسيني الذي يضم قبر سيد الشهداء "ع" هو رمز لقدسية وحضارة هذه المدينة الموغلة في التاريخ، والواقعة على بعد 64 ميلاً عن العاصمة العراقية بغداد.
وتشير المصادر التأريخية الى أن كربلاء كمدينة حديثة قد ظهرت خلال عهد المصلح الكبير مدحت باشا سنة 1285هـ، حيث تغيّر شكل الأبنية والعمارات كلياً عن السابق، بالإضافة الى تنظيم الطرق وغرس الأشجار الخضراء في الساحات وعلى جانبي الشوارع، مع إنشاء مباني مختلفة متعددة الطوابق وبمواصفات صحية وهندسية رصينة.
ونظراً للأهمية المتزايدة لهذه المدينة المقدسة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، فقد تم في عام 1925، مدّ خط للسكك الحديد بين كربلاء وبغداد، في حين توسعت البنى التحتية المختلفة المحيطة بالحائر الحسيني الشريف تباعاً، فيما جرى لاحقاً إنشاء مدينة جديدة، ومن ثم ربطها بالمدينة القديمة عبر شقّ الطرق الكبيرة والواسعة وإكساؤها وبناء عمارات متعددة الطوابق على جانبيها، ناهيك عن النمو الزراعي في البساتين والمزارع المحيطة بالمحافظة المشهورة بمحاصيلها المختلفة من الحبوب والتمور والعديد من أصناف الفواكه والخضروات، مما زاد من عدد زوار المدينة والسائحين الواردين اليها، الى أكثر من 700,000 زائر عربي و60,000 أجنبي خلال الفترة بين عامي 1949 – 1953 طبقاً لإحصائيات مديرية الشرطة المحلية آنذاك (1).
المصدر:
(1) دليل كربلاء – قراءة في الجغرافية التاريخية لمدينة كربلاء المقدسة: لمؤلفه عماد الدين حسين أصفهاني، ص70.