حذرت المرجعية الدينية العليا من خطورة الاكاذيب والشائعات التي تنتشر في المجتمع، مشيرة أن كثير ما تؤدي الى قتل أنفس محترمة بريئة مما يُنسب اليها او انتهاك اعراض يحرم انتهاكها من خلال بعض الاكاذيب التي تروج، مؤكدة أن الإسلام وضع قواعد اساسية لتلافي الوقوع في مخاطر الاكاذيب والشائعات وكيفية التعامل معها، داعية الى تماسك المجتمع وان يتحلى بمقومات الانتماء لأهل البيت عليهم السلام.
وقال ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة اليوم الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، انه " ما زلنا في بيان مقومات التشيع الصحيح والانتماء الصادق لأهل البيت عليهم السلام، ما هي تلك الاسس والصفات والمقومات التي تجعلنا صادقين في دعوانا اننا ننتمي لأهل البيت عليهم السلام".
وأوضح: أن من بين هذه المقومات "الحفاظ على روح الجماعة وقوة العلاقات الاجتماعية"
وبين ممثل المرجعية: أن "حينما نتتبع الأحاديث التربوية التي وردت عن ائمة أهل البيت في حرصهم على سلامة العلاقات الاجتماعية بين المؤمنين والحفاظ على قوة العلاقة نجد الشيء العجيب، حتى اننا حينما نقرأ بعض الأحاديث نجد شيئاً عجيباً في حرصهم الكبير على إبقاء العلاقات الاجتماعية قوية بين المؤمنين وان يبقى الانسجام والتواصل التراحم بين المؤمنين مستمراً".
وتابع الشيخ الكربلائي حديثه: "يحرصون اشد الحرص على إبعاد المؤمنين عن التقاطع والتهاجر وغير ذلك من الصفات التي تؤدي الى تفكيك الاواصر الاجتماعية وضعف المجتمع".
وأكد ممثل المرجعية: ان "من صفات المنتمي الصادق لأهل البيت عليهم السلام أن يحافظ على قوة علاقته الاجتماعية وتواصله مع إخوانه المؤمنين على الرغم من وجود أسباب الاختلاف والتقاطع بينهم". مبينا ان "يحرص من خلال المجاهدات النفسانية والتغلب على الاهواء والامزجة والشيطان يحاول ان يتغلب على كل ذلك من اجل ان يبقي هذه العلاقة قوية". لافتا الى ان "المجتمع لا يستطيع ان يصل الى غاياته واهدافه في الحياة الدنيوية "الاخروية" الا إذا كان المجتمع متماسكاً في علاقاته الاجتماعية "
ومضى الشيخ الكربلائي في حديثه قائلا: ان "الصفة الثانية للمؤمن هو إعطاء المقومات التربوية والاخلاقية اهميتها". مشيرا أن "الانسان له احتياجات متعددة جسدية وعقلية وروحية وتربوية ان لم يُشبع جميع هذه الحاجات سوف لا ينال السعادة المطلوبة ولا يستقر الوضع للفرد والمجتمع".
واضاف، احياناً الانسان فرد ومجتمع يعتني ويهتم بجانب أكثر بكثير من جوانب اخرى مهمة لا يعتني بتلك الجوانب المهمة بل يغلب الاهتمام ببعض الجوانب على الجوانب الاخرى، لكن ايضاً الاهتمام والاعتناء بالأخلاق والتربية ينبغي ان يكون متوازناً وينال استحقاقه من الاهتمام بدأ من الاسرة والمدرسة والجامعة".
لابد ان نبتدأ من الاسرة الجامعة والمدرسة والمؤسسة وفي كل مكان هذا، مؤكدا "لابد ان يكون هناك اهتمام خصوصاً الاطفال والشباب الذين هم أكثر خطورة وعرضة للملوثات والمفاسد والاخلاق السيئة ان لم يعتنى بهم بهذا الجانب".
وأستكمل ممثل المرجعية حديثه قائلا: إن "من صفات المنتمي لمذهب أهل البيت عليهم السلام أن يكون على يقظة ووعي من مخاطر الاكاذيب والشائعات خصوصاً مع وجود وسائل الأعلام ووسائل التواصل التي انتشرت في كل مكان بل اصبحت تلازم الانسان ليس كظله بل كنفسه وروحه".
ونوه الشيخ الكربلائي ان كلامه ليس في الكذب العادي، وان كان الكذب العادي من المحرمات والكبائر ومفتاح من مفاتيح الشر الكذب، انما كلامنا في الاكاذيب التي تنتشر على نطاق واسع في المجتمع بحيث تشكل مخاطر عظيمة ليس على مستوى الفرد بل على مستوى المجتمع بأسره خصوصاً اذا تناولت هذه الاكاذيب شخصيات وجهات عظيمة ومهمة في المجتمع .
وحذر ممثل المرجعية المؤمنين من خطورة الاكاذيب التي تنتشر في المجتمع عبر وسائل الاعلام وغيرها حيث قال: انه "ينبغي الحذر هنا حينما نجلس امام الفضائيات ونقرأ ما يُكتب في وسائل التواصل لابد ان نكون على يقظة وانتباه". مضيفا ان "كل هذه الامور كيف اتعامل معها وخصوصاً في الوقت الحاضر المصيبة الكبرى التبست علينا الامور وأصبح من الصعب التمييز في ذلك".
ونبه الكربلائي إلى أن "كثير ما تؤدي الاكاذيب التي تروّج ويساعد البعض في ترويجها ونشرها الى قتل أنفس محترمة بريئة مما يُنسب اليها او انتهاك اعراض يحرم انتهاكها او تسقيط شخصيات مهمة في المجتمع تسقّط من خلال بعض الاكاذيب التي تروّج".
ولفت ممثل المرجعية إلى أن "الاسلام وضع قواعد اساسية لتلافي الوقوع في مخاطر الاكاذيب والشائعات وكيفية التعامل معها وهي خطوات متعاقبة لابد من التدرج فيها متسلسلة للوصول الى النتيجة المرجوة".
وأختتم ممثل المرجعية حديثه قائلا: إن "الانسان المؤمن لابد ان يحترم عقله وفكره ومجتمعه ولا يحصل ذلك الا بتحكيم العقل والشرع والخلق والذوق الرفيع عند قراءته او سماعه لأي خبر ولا يكون تلقيه باللسان والنقل له بالأفواه بل ينبغي ان يكون العقل هو المتلقي وفق معايير الشرع والفطرة السليمة".