طالبت المرجعية الدينية العليا خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف من هم في مواقع المسؤولية بضرورة استشعار الرحمة والمحبة واللطف للرعية لاستشعار آلامهم ومعاناتهم ومظلوميتهم والسعي الى حلها.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة (22 /11 /2019)، نورد مقاطع من عهد الامام امير المؤمنين عليه السلام الى مالك الاشتر رضوان الله عليه حينما ولاه حكم مصر عسى ان تكون تذكرة وتبصرة لكل من هم في مواقع المسؤولية".
واضاف ان "الامام عليه السلام قال في ذلك العهد (اشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم)، مبينا ان الامام عليه السلام يتحدث عن اسس ومقومات الحكم العادل في الناس والذي يحمل مقومات الدوام والاستقرار والازدهار".
واضاف ان "الامام عليه السلام يوصي الحاكم بان يشعر قلبه العطف والرحمة لعموم الرعية لان هذا العطف والرحمة المطلوبة من الحاكم والمسؤول تجعله يستشعر هموم الناس ومعاناتهم ومطالبهم ومظلوميتهم، لافتا الى ان الحاكم حينما يستشعر هذه المطالب والمظلوميات والآلام والمعاناة فانه حينئذ سيتفاعل معها ويتعامل معها بالسعي لحلها ورفع المظلوميات وتحقيق المطالب للمواطنين، مستدركا انه في حال كان على العكس من ذلك خشنا فاقدا للرحمة والعطف وقاسي القلب فان هذه القسوة ستشكل حاجبا وحاجزا بينه وبين استشعار المظلومية والآلام والمعاناة التي تمر بها الرعية".
واشار الى ان "الحاكم والمسؤول حينما يفقد هذا الاستشعار فانه حينئذ سوف لا يلتفت ويكون في غفلة عن هذه الآلام والمعاناة والمطالب ولايتفاعل معها ولا يسعى الى حلها مما يؤدي الى تراكمها وحدوث الكثير من المشاكل والاضطرابات".
ولفت الى ان اختلاف تعبير الامام عليه السلام من خلال استخدام مفردات الرحمة والمحبة واللطف للرعية فيه اشارة الى ان مفردة الرحمة هي بحسب امور الرعية، واما المحبة فهي لاولئك الذين يخدمون الاخرين ويعملون على نفعهم ويضحون من اجلهم وهذه الخصوصية تحتاج الى المحبة، واما اللطف فان البعض من الرعية يحتاجون للتعامل معهم باللطف لسلك الطريق الصحيح وعدم التسبب بإيذاء الاخرين".