اشار ممثل المرجعية الدينية العليا، في خطبة الجمعة، ان المرجعية الدينية العليا تعبر عن قلقها ازاء الاوضاع في البصرة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (7 /9 /2018) ان "المرجعية الدينية العليا تتابع بقلق بالغ تطورات الاوضاع في مدينة البصرة العزيزة، وهي تعبّر عن عميق ألمها وأسفها لما آلت اليه الامور هناك"، مبينا انها "حذرت منه لأكثر من مرة ولكنها وللأسف لم تجد آذاناً صاغية لتحذيراتها".
واضاف ان "المرجعية العليا تؤكد على رفضها واستنكارها المطلق لما تعرض له المتظاهرون السلميون من اعتداءات صارخة ولا سيما بإطلاق الرصاص عليهم مما أدى الى سقوط العديد من الضحايا في صفوفهم وجرح اعداد كبيرة أخرى".
واوضح انها "تدين بشدة الاعتداء على القوات الامنية المكلفة بحماية المباني والمنشآت الحكومية برميهم بالأحجار والزجاجات الحارقة ونحوها مما تسبب في جرح العشرات منهم"، فضلا عن "ادانتها للاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بالحرق والكسر والنهب وغير ذلك".
واكد الكربلائي إن "هذه الممارسات بالإضافة الى كونها غير مسوغة شرعاً وقانوناً فأنها تتسبب في أزمات جديدة وتعقد حل المشاكل التي يعاني منها المواطنون في الوقت الحاضر".
وناشد ممثل المرجعية الدينية العليا "الجميع بالكف عن هذه الممارسات وعدم استخدام العنف ولا سيما العنف المفرط في التعامل مع الاحتجاجات، وتجنب التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة".
واشار الى "ان الشعب العراقي المظلوم صبر طويلا ً على ما تعرض له بعد سقوط النظام السابق من اعتداءات ارهابية خلفت مئات الآلاف من الضحايا والارامل والايتام ثم قدّم خيرة ابناءه دفاعاً عن العراق ومقدساته في حرب ضروس استمرت طويلا ً في مواجهة الارهاب الداعشي، فضلا عن تحمّل شرائح واسعة منه الكثير من الأذى والحرمان طيلة خمسة عشر عاماً على أمل ان يسفر النظام الجديد عن وضع مختلف عن السابق يحظون فيه بحياة كريمة ومستقرة".
واكد خطيب جمعة كربلاء ان "هذا الشعب الصابر المحتسب لم يعد يطيق مزيداً من الصبر على ما يشاهده ويلمسه من عدم اكتراث المسؤولين بحل مشاكله المتزايدة وأزماته المستعصية بل انشغالهم بالتنازع فيما بينهم على المكاسب السياسية ومغانم المناصب والمواقع الحكومية، والسماح للأجانب بالتدخل في شؤون البلد وجعله ساحة للتجاذبات الاقليمية والدولية والصراع على المصالح والاجندات الخارجية".
واستدرك ان "ما يعاني منه المواطنون في البصرة وفي محافظات أخرى من عدم توفر الخدمات الاساسية وانتشار الفقر والبطالة واستشراء الفساد في مختلف مؤسسات الدولة انما هو نتيجة طبيعية للأداء السيء لكبار المسؤولين وذوي المناصب الحساسة في الحكومات المتعاقبة التي بُنيت على المحصصات السياسية والمحسوبيات وعدم رعاية المهنية والكفاءة في اختيار المسؤولين خصوصاً للمواقع المهمة والخدمية".
ويرى ان "من غير الممكن ان يتغير هذا الواقع المأساوي إذا شكلت الحكومة القادمة وفق نفس الاسس والمعايير التي اعتمدت في تشكيل الحكومات السابقة".
وطالب الكربلائي "بضرورة الضغط باتجاه ان تكون الحكومة الجديدة مختلفة عن سابقاتها وان تراعى الكفاءة والنزاهة والشجاعة والحزم والاخلاص للبلد والشعب في اختيار كبار المسؤولين فيها".
وكشف عن حقيقة الوضع في البصرة قائلا "لقد انكشف بمتابعة ممثلية المرجعية الدينية لمشكلة الماء في البصرة مدى التقصير الحكومي في معالجة هذا الملف، حيث ظهر انه كان بالإمكان ببعض الجهد وبمبالغ غير باهضه بالقياس الى امكانات الحكومة تخفيف الازمة الى حد كبير، ولكن عدم كفاءة بعض المسؤولين وعدم اهتمام البعض الآخر والروتين الاداري والتقاطع بين الجهات المعنية وعوائق من هذا القبيل أدت الى تفاقم المشكلة والوصول الى حد الازمة الخانقة".
واكد على ضرورة "ان يقوم اصحاب القرار في السلطة التنفيذية بالمتابعة المستمرة والجادة للمشاريع الاستراتيجية ولا سيما المتعلقة بالبنى التحتية ويتخذوا بشأنها القرارات السريعة الحاسمة وفق ما يراه الخبراء المختصون وعدم ترك الامور في حال من التقاطع والشد والجذب بين المسؤولين، او اعتماد آليات روتينية تعرقل انجاز المشروع الذي لا ينبغي ان يستغرق ستة أشهر مثلاً الى عدة سنوات".
واردف انه "بالنظر الى استغراق حل العديد من المشاكل القائمة بعضاً من الوقت وعدم امكانية حلها في مدة قصيرة فإن من الضروري ان يُظهر المسؤولين جدية واضحة في اتخاذ الخطوات اللازمة بهذا الصدد بحيث يحصل للمواطنين بعض الثقة والاطمئنان بوجود ارادة حقيقية بإنهاء معاناتهم فانه يساعد على تهدئة النفوس وتخفيف التوترات"، مبينا ان "مما يساهم في ذلك هو حضور كبار المسؤولين من الوزراء وغيرهم في مواقع العمل ومتابعتهم الشخصية لسير الأمور فيها واستماعهم الى مطالب المواطنين والسعي في تلبيتها مهما امكن بتجاوز الاجراءات الادارية الروتينية في ذلك".