عدت كربلاء من المدن ذات الأهمية الكبيرة لمكانتها الدينية المقدسة، وكانت المدينة منذ أواخر عهد المماليك في العراق (1749-1831 م) تتمتع بإدارة محلية يترأسها تقبب الإشراف وسادن الحضرة الحسينية وحاكم يعينه والي بغداد، وكانت الحياة السياسية فيها تتشكل وفق توازن تلك القوى فقد كان مركز الثقل السياسي ينتقل بين النقيب والسادن، أما ممثل الوالي العثماني فيها فكان منصبه اسمي في اغلب الأحيان.
عملت السلطات العثمانية في بغداد خلال عهد واليها "محمد نجيب باشا" (1842-1848م) بتوطيد سلطة الحكومة العثمانية المركزية المباشرة في العراق، والأخذ بسياسة ربط المدن العراقية بايالة بغداد إدارية، ومنها مدينة كربلاء التي استطاع والي بغداد محمد نجيب باشا من إخضاعها للحكم المباشر من خلال العمليات العسكرية قام بها عام ١٨٤٢.
وكان من بين الإجراءات التي اتخذها محمد نجيب باشا في كربلاء عام 1843 م تعيينه جهاز إداريا لقضاء كربلاء الذي تم ربطه من الناحية الإدارية بلواء بغداد مركز الايالة، ضم القائممقام "محمد صادق بك" وعدد من الموظفين.
وقد ورد أول ذكر لكربلاء في سالنامة الدولة العثمانية العمومية لعام 1849م كقضاء ارتبط إدارية بلواء بغداد مرکز ایالة بغداد وشهرزور
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج٢، ص ٤٦٤-٤٦٥.