كان رسول الله (صل الله عليه وآلة وسلم) يعلم أن العرب لن تـُسـلم إلا أن يدخل الإسلام مكة، وتنقاد قريش للرسالة، ولكن كان يمنعه من دخول مكة فاتحاً العهود التي أعطاها قريشاً في صلح الحديبية، وهو سيد من أوفى.
ولكن إذا أراد الله شيء هيأ له أسبابه، إذ نقضت قريش عهدها مع رسول الله (صل الله عليه وآلة وسلم) في إيذاء بني خزاعة حليفة النبي، فجهز جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل، وانطلق إلى مكة فدخلها دون قتال وهو يردد: لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده... ثم قال كلمته المشهورة: يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال (صل الله عليه وآلة وسلم): اذهبوا فأنتم الطلقاء. وبعد فتح مكة بفترة وجيزة اسلمت الجزيرة العربية بأجمعها.
....................................................................................
راجع المصادر التالية:
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي بن الحسين ت(381هـ)، معاني الأخبار، تصحيح وتعليق، علي أكبر عفاري، مؤسسة النشر الإسلامية، قم، 1379هـ، ص207.
- الطوسي، ابي جعفر بن الحسن ت(460هـ)، تهذيب الأحكام، تحقيق: حسن الموسوي، دار الكتب الإسلامية، طهران، ط4، ج2، ص383.
- الطوسي، حسين النوري ت(1320هـ) مستدرك الوسائل، تحقيق: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، بيروت، ج4، ص80.