ان أهم ما حدث في شهر ذي الحجة الحرام شهادة سفير الامام الحسين (عليه السلام) "مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام"، حيث انه كان له دوراً مهمّاً في نهضة سيد الشهداء (عليه السلام).
لماذا اختاره أبو عبد الله الحسين عليه السلام كسفير وممثّل عنه في الكوفة؟
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لرسول الله صلى الله عليه وآله: "يا رسول الله، إنك لتحبّ عقيلاً؟" قال صلى الله عليه وآله: "إي والله، إني لأحبّه حبّين، حبّاً له، وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولده لمقتول في محبّة ولدك"، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي.
ومما يدلّ على منزلة مسلم الرفيعة ما كتبه سيد الشهداء في حقّه لمّا بعثه إلى الكوفة؛ قال عليه السلام: "وأنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل".
ولا يخفى أن تعيين مسلم كسفير للنهضة الحسينية ينمّ عن مقامه، فضلاً عن إشادة الإمام الحسين عليه السلام بمقامه وتوثيقه لأهل الكوفة، حيث نعته بأنه ثقته من أهل بيته.
استشهد عليه السلام بعد ما آلت اليه الامور من انقلاب في الظروف السياسية بدخول عبيد الله بن زياد (لعنه الله) بعد ما مر على الكوفة من مخاض عسير في ايامه مما ادى الى استشهاد الرائد الاول للدعوة الحسينية وناصره زعيم مذجح ومراد هاني بن عروة الذي وقف الى جانب مسلم عليه السلام امام الحزب الاموي الحاكم في ذلك اليوم وامام شراسة وفضاضة عبيد الله بن زياد (لعنه الله) الامير المتهرأ الجلاد.
المصدر:
الشيخ الصدوق،أمالي الصدوق، ص111.
المجلسي،بحار الأنوار ج44، ص334.