كشفت دراسة جنائية عالمية عن نوع السم الذي تم إستخدامه في إغتيال سبط رسول الله الأكبر، وسيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسن بن علي "عليهما السلام" في السابع من شهر صفر سنة 50 هـ أو 51 بحسب بعض الروايات.
وذكرت الدراسة المنشورة عبر الموقع الرسمي لـ "المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (NCBI)" في الولايات المتحدة، أنه "تم إفتراض لغز الموت الغامض وفق الأساليب القانونية والعلمية المعاصرة للطب الشرعي فيما يتعلق بتحليل وفاة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في سنة 669 م، عن عمر 45 عاماً فقط".
وتنقل الدراسة عن المصادر المكتوبة والتي سردت روايات شهود عيان في تلك الفترة، إفادتها بحصول حالة تسمم أخرى في نفس المنزل الذي كان يقطنه الإمام (في إشارة الى جاريته هند والتي تذكر روايات عن إشتراكها بجريمة الإغتيال)، إلا أن أعراض التسمم للشخص الآخر كانت غير قاتلة".
ويضيف كاتبو هذه الدراسة وهم كل من نيكول بورك، وميتشل غولاس، وسايروس ل. رأفت، وعليار موسوي، أنه "في ضوء الوثائق القديمة (التي تعود إلى العصور الوسطى) ومن خلال استخدام الحقائق المعدنية والطبية والكيميائية، تم الافتراض بأن معدن الـ (الكالوميل (ذي الرمز العلمي (Hg2Cl2) المعروف في تلك العصور بـ (الزئبق)، والذي كان يستحصل من منطقة معينة في الإمبراطورية البيزنطية (غرب تركيا حالياً)، كان المادة المسؤولة في المقام الأول عن مقتل الإمام الحسن (ع)".
وأشار الكتّاب في سياق بيان الأدلة الجنائية حول جريمة الإغتيال، الى أنه "بالإستناد الى الأحداث المرافقة للجريمة، فقد تبيّن إقدام زوجة سبط النبي (صلوات الله عليهما) والمدعّوة بـ (جعدة بنت الأشعث) على تسميمه بالإستعانة بخادمتها (هند) والتي لجأت الى حيلة تناول نفس الطعام المسموم كذريعة لبرائتها وبراءة مولاتها، قبل أن تقوم في وقت لاحق بتقيأه، في الوقت الذي كان فيه الإمام يعاني من تمزق أحشاءه بسبب هذا السم، ورفضه لطلب أخيه الأصغر، الإمام الحسين (عليه السلام) بإتهام سكان منزله لعلمه بخفايا المؤامرة التي أسفرت عن إستشهاده (عليه السلام)".