ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
النشاطات الروحية الأخلاقية
هي المشاعر النفسية التي تنبعث من الضمير الإنساني تجاه نفسه، والآخرين، وهي أيضاً وفق المنظورين العقلاني والديني نشاطات محمودة وضرورية للإنسان في التعامل مع الآخرين، فإنها مصدر اللياقات والآداب، وكيفية التواصل.
ويشتمل النشاط الأخلاقي على تهذيب الإنسان لنفسه بسعيه إلى الاتصاف بكل خصلة فاضلة من الصدق والصفاء والعفاف والوفاء والعدالة والإحسان وتجنب كل خصلة ذميمة أو وضيعة كالكذب والنفاق والرياء والظلم والخيانة والإساءة والاعتداء والقول بغير علم.
ومن تهذيب النفس أن يقتنع من شؤون الدنيا لنفسه بقليل مما يستطيع الاقتصار عليه، ويردّ فضل ذلك على أهل الحاجة.
وأن يحب الاقتصاد ويكره الترف، وأن لا يزكي نفسه ولا يرغب في إظهار ذاته، ويكره أن يكون رأساً إلا أن يكون قدوة في فضيلة أو صلاح لتحفيز الآخرين عليها، وأحب شيء إليه أن يكون عاملاً مغموراً يعمل في جهة الفضيلة والخير إلا ما توقف عمله على معرفة الناس به.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص،269 الى 270.