أورد كتاب "البالغون الفتح في كربلاء" والصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، معلومات تأريخية تناولت سيرة حياة الصحابي الجليل وإبن عم الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله"، عقيل بن أبي طالب.
وذكر الكتاب أن "عقيلاً كان أكبر من جعفر بعشر سنين والذي هو بدوره أكبر من علي بعشر سنين أيضاً"، مضيفاً أن "أبا طالب كان يحب عقيلاً أكثر من سائر أولاده، ولما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعباس بن عبد المطلب أن يخففا عن أبي طالب (رضي الله عنه) أبان غلاء وجدبٍ كانا بمكّة، عرضا عليه ذلك، فقال (إتركوا لي عقيلاً، وخذوا من شئتم، فأخذ رسول الله علياً (صلوات الله عليهما)، وأخذ العباس طالباً، وأخذ حمزة جعفراً، فيما تركوا له عقيلاً".
وينقل مؤلف الكتاب، الأستاذ "عبد الأمير القريشي"، عن كتاب "الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة" للسيد علي خان المدني الشيرازي، قوله إن "عقيل بن أبي طالب (رضوان الله عليه) كان عالماً بأنساب العرب وأيامهم، وعالماً بمفاخرهم وعيوبهم ومثالبهم، وكانت له طنفسةٌ تطرح في المسجد يصلي عليها ويجتمع إليه الناس في علم النسب وأيام العرب فيستفيدون منه"، مضيفاً أنه "كان نسابةً عالماً بالأمهات، بيّن اللسان، سديد الجواب، لا يقوم له أحدٌ".
ويشير "القريشي" الى أن "عقيلاً كان واسع العلم بأنساب قريش، ومبغضاً لها، لأنّه يعدّ مساوئ شيوخها، ولا سيما أمهاتهم وأنسابهم"، مبيّناً أن "كثرة ذكره لمثالب قريش دفعتهم الى معاداته، حيث قالوا فيه الباطل، ونسبوه إلى الحمق، واختلقوا عليه أحاديثاً مزورة، حسبما أفاد به شهاب الدين العسقلاني في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) والمطبوع سنة 2001 بلبنان".
ويضيف الكتاب، أنه "لا يخفى أنّ منشأ بغض قريش لعقيل، هو دفاعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في محاوراته، ولا سيما عند ذكر نسب أعداء علي (عليه السلام) المخدوش، وإظهاره وإفشائه لمعاداتهم له وللرسول (صلى الله عليه وآله)، وكذلك حضوره البيّن في حروبه ومنازلاته".
وكان مما أورده كتاب "البالغون الفتح في كربلاء" عن صفات عقيل بن أبي طالب، هو أنه "كان أحد أربعةٌ في قريش يتحاكم الناس إليهم في المنافرات، الى جانب مخرمة ابن نوفل، وأبو الجهم بن حذيفة، وحويطب بن عبد العزّى"، مشيراً الى أن "من آيات هذا الباب، ما روي أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله لعقيل، (أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً)، ليجيبه أخيه بالقول (تزوج أم البنين الكلابية)".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، النهضة الحسينية/البالغون الفتح في كربلاء، الجزء الرابع، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 54-60.