ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، نقلاً عن الدينوري في كتابه "الأخبار الطوال"، أن رسول الإمام الحسين "عليه السلام" وإبن عمه مسلم بن عقيل، قال له لدى خروجه معه من مكة، "يا ابن عم، قد رأيت أن تسير إلى الكوفة فتنظر ما اجتمع عليه رأي اهلها، فإن كانوا على ما تعني به كتبهم فعجّل عليّ بكتابك لأسرع القدوم عليك وإن تكن الأخرى فعجّل الانصراف".
وقالت الموسوعة في إطار سردها لخروج مسلم بن عقيل "رضوان الله عليهما" نحو الكوفة، إنه "خرج من مكة المكرمة، متجهاً نحو المدينة مستخفياً خشية أن يعلم به أحد من بني أمية، فبدأ بمسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصلى فيه ركعتيّن ثم أقبل في جوف الليل حتى ودع من أحب من أهل بيته.
ويضيف قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة، أن "مسلماً تنحى عند خروجه من المدينة الى الكوفة، عن الطريق المألوف والمعروف، والذي غالباً ما سلكه القادمون بين تلك المدينتين، غير أن عيون الأمويين دفعت به الى ان يسلك طريقاً آخر لم يكن مألوفاً، حين استأجر لهذا الغرض دليليّن للإهتداء بهما لمعرفة الطريق، لكن الدليلين لم يهتديا لمعرفته، واشتد عليهم العطش والحر، فانقطعا ولم يستطيعا المشي، فقالا لمسلم ومن معه، "عليكم بهذا السمت فالزمه لعلك أن تنجو، فلم يلبث الدليلان أن ماتا ونجا مسلم ومن معه بحشاشة الأنفس حتى أفضوا الى الطريق فلزموه حتى وردوا الماء".
وذكر المحور التاريخي في الموسوعة، أن "رسول الحسين (عليه السلام) أقام في ذلك الماء الذي يدعوه الدينوري بـ (بطن الحُربُث (ومنه استأجر رسولاً بعثه الى الحسين وزوده بكتاب يذكر فيه خبر الدليلين طالباً منه إعفاءه من المهمة التي أوكلها له، وهذا دليل الشدة التي واجهت مسلماً ودفعت به الى الاعتذار، فكان جواب الحسين أنه (أما بعد فقد ظننت أن الجبن قد قصّر بك عما وجهتك به، فامضِ لما أمرتك فإني غير معفيك، والسلام)".
وأشارت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الى أن "مسلم كان قد سار حتى قدم الكوفة لخمس خلون من شوال، وكان خروجه من المدينة في النصف من شهر رمضان، حيث استغرق وصوله أكثر من عشرين يوماً".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 28-29.