إستعرض مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عنه، دراسات وكتابات المستشرقين حول القضية الحسينية، وتبيين أن قضية الإمام الحسين "عليه السلام"، هي إنسانية بكل معنى الكلمة، فالإمام "عليه السلام" قد أصبح قدوة للأحرار لا يبعده عنهم دين أو لون أو لغة، فيما نهضته "لا تختص بأحد معين، بل هي لكل خلق الله" كما يقول الكاتب المسيحي "إنطوان بارا".
وأشار مؤلف الكتاب سماحة الشيخ "ليث عبد الحسين العتابي"، الى أن "الكثير من كتابات المستشرقين قد إتسمت بعدم الإنصاف، وبالخصوص في مجال السيرة النبوية العطرة، حيث كانت كتابات جملة من المستشرقين تهدف الى تشويه سيرة النبي الأكرم وأهل البيت (صلوات الله عليهم اجمعين)"، مبيناً أن أجلى مثال لهؤلاء هو (هنري لامنس) الذي يعتبر من أكثر المستشرقين حقداً ودسّاً على الدين الإسلامي وعلى النبي وآل بيته الأطهار".
وتابع "العتابي" بالقول إن "المستشرقين هوّلوا وكذبوا واخترعوا الأباطيل، لكنهم وفي أكثر الأحيان، وعند مناقشتهم لقضية ما، لم ينطلقوا من فراغ، بل إنهم اعتمدوا في ذلك على ما وجدوه في كتب التراث التاريخي، لما فيه من خزعبلات، ووضع، ودسّ، وحقد، وتحريفات أعطت مسوغاً لكل ذلك".
وبيّن كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" أن "المراد من الآخر أن يتسم بالموضوعية التامة والحيادية المطلقة عند قراءة التراث بشكل عام وتراثنا بشكل خاص، إذ أن علينا في أول الأمر أن نخلص هذا التراث من كل ما علق به من مدخولات وموضوعات وتحريفات وتصريفات، ومن ثم نبحث عن المشتركات؛ حتى يمكننا الكتابة تحت عنوان واحد".
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 22-23.