أورد مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وضمن فصول موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة أبي الأحرار "عليه السلام"، قبساً من نور الآيات والبراهين الدالة على عمق المودّة التي يكنّها آل البيت الأطهار "عليهم السلام" لأرض كربلاء.
وذكر في محور التاريخ الإسلامي نقلاً عن رواية لـ "نصر بن مزاحم"، أنه "قال (مصعب بن سالم)، قال: حدّثني (الأجلح بن عبد الله الكندي) عن (أبي جحيفة)، قال: جاء (عروة البارقي) الى (سعيد بن وهب)، فسأله وأنا أسمع، فقال: حديث حدثتنيه عن علي بن أبي طالب، قال: نعم، بعثني (مخنف بن سليم) الى علي، فأتيته بكربلاء، فوجدته يشير بيديه ويقول: (هاهنا هاهنا)، فقال له رجل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟، قال: (ثقل لآل محمد ينزل هاهنا فويل لهم منكم، وويل لكم منهم)، فقال له الرجل: ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟، قال: (ويل لهم منكم تقتلونهم؛ وويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلهم النار)".
وهناك، روايةً عن "سعيد بن حكم العبسي عن الحسن بن كثير" عن أبيه، أن "علياً أتى كربلاء فوقف بها، فقيل يا أمير المؤمنين، هذه كربلاء، قال: (ذات كرب وبلاء)، ثم أومأ بيده الى مكان فقال: (هاهنا موضع رحالهم، ومناخ ركابهم وأومأ بيده الى موضع آخر فقال: هاهنا مهراق دمائهم)"، فيما يروي الشيخ المفيد في كتاب "الإرشاد" عن "عثمان بن عيسى العامري"، عن "جابر بن الحر"، عن "جويرية ابن مسهر العبدي"، إنه قال: "لما توجهنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الي صفين فبلغنا طفوف كربلاء، وقف (عليه السلام) ناحية من العسكر، ثم نظر يميناً وشمالاً وإستعبر ثم قال: (هذا -والله- مناخ ركابهم وموضع منيتهم)، فقيل له: (يا أمير المؤمنين، ما هذا الموضع؟)، قال: (هذه كربلاء، يقتل فيها قوم يدخلون الجنة من غير حساب)، ثم سار".
وأشارت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الى أن "الناس كانوا لا يعرفون تأويل ما قال حتى كان من أمر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه بالطف ما كان، فعرف حينئذ من سمع مقاله مصداق الخبر فيما أنبأهم به".
المصدر :- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 132-133.