ذكر أرباب المقاتل: أن عمر بن سعد أمر بالرؤوس فقطعت فكانت ثمانية وسبعين رأسا، أخذت كندة ثلاثة عشر، وأقبلت هوازن بإثني عشر وجاءت تميم بسبعة عشر رأس وأقبلت بنو أسد بستة عشر رأسا، واختصت مذحج بسبعة، ولسائر الجيش ثلاثة عشر رأسا، وساروا بها إلى الكوفة ثم سير ابن زياد رأس الحسين (عليه السلام) وسائر الرؤوس مع السبايا إلى يزيد بالشام
أما بالنسبة إلى رأس الحسين (عليه السلام) القول المعول عليه، والمشهور بين العلماء، وما عليه الإمامية، رده وإلحاقه بجثمانه الشريف، وأما بالنسبة إلى باقي الرؤوس فلم يتعرض لها أرباب المقاتل، ولكن نقل عن كتاب حبيب السير أن يزيد سلم جميع الرؤوس إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فألحقها بالأبدان الطاهرة في العشرين من صفر ثم توجه الى المدينة قال السيد المقرم: ولعل الاعتبار يساعده فإن يزيد لما نقم عليه الناس ، وكثر الاضطراب لم ير بدأ من موافقة الإمام السجاد (عليه السلام) على كل ما يريد، وإخراجهم من الشام عاجلا نقل أنها دفنت في المقبرة المعروفة بمقبرة باب الصغير بدمشق، وليس بالمستعبد أن ذلك المشهد محل صلب الرؤوس، والله العالم .
وحقيق أن يقال في كل منها:
هامة في الحياة طاولت الشهب ومــــا نالها هبـوب الـريـاح
أنفت بعد موتها الترب فاختار ت لها مسكنا رؤوس الرماح
المصدر / العباس بن علي الوفاء الخالد، دراسة تحليلية في سيرته الخالدة، ص 301-302