إنّه من أخفّ المعادن المعروفة في الكون هو معدن الليثيوم، حيث يَبلغ عدده الذري 3 فقط، إذ تحتوي كل واحدةٍ من ذراته على ثلاثة بروتونات في نواتها. يُعدّ الليثيوم أوّل الفلزّات القلوية في ترتيب الفلزات.
وهو يقع في المجموعة الأولى من الجدول الدوري، ولونه فضّي مائل للبياض، وهو ليّن جداً وخفيف إلى درجة بعيدة، وبالتالي يَنصهر على درجات حرارة مُنخفضة جداً، وتنتج العديد من مشتقّاته ومركّباته بكميّاتٍ كبيرة لخدمة أغراضٍ تجارية، وهو من أخفَّ العناصر ذات الحالة الصلبة في الجدول الدوري.
يعتقد عُلماء الفيزياء الكونيّة أن الليثيوم كان واحداً من العناصر الثلاث الأساسية التي كانت مُتواجدةً في الكون عند ولادته قبل 13.7 مليار سنة، حيث وقع وقتها ما يُعرف بالانفجار العظيم، الذي أدّى إلى ملء الكون بكميّاتٍ كبيرةٍ من غازي الهيدروجين والهليوم الساخنين، إضافةً إلى نسبةٍ ضئيلةٍ من جزيئات الليثيوم.
يُمكن الحصول على الليثيوم من محلول الملح في الماء، كما أنّه يتواجدُ على هيئة أملاح طبيعيّة في الينابيع المعدنية، كما أنّه يتواجد في مياه البحر بنسبة جزيء واحد لكل عشرة ملايين جزيء.
يصعب وجود الليثيوم الحرّ في الطبيعة، وذلك لنشاطه الكيميائي الكبير، فهو سَريع التفاعل، وعند تعرّضه للهواء الجوّي سرعان ما يتفاعل مع النيتروجين الموجود في الهواء، فيتحوّل مُباشرةً إلى نتريد الليثيوم، أو يتفاعل مع المواد الأخرى، ويُشكّل الليثيوم ما نسبته 0.0007% فحسب من نسبة المعادن في القشرة الأرضية.
دخل الليثيوم في بعضِ الصّناعات الحديثة، فهو يدخل في صناعة بعض أنواع البطاريّات الجافة القرصية، مثل بطاريات الساعات، وتمتاز بطارية الليثيوم بأنّها ذات عمرٍ افتراضيّ قياسيّ جداً إذا ما قورنت بالبطاريات العادية، فهي قد تُعمِّر لحوالي أربعة أضعافٍ إلى عشرة أضعاف فترة البطاريّة العادية التي تكون مُصنَّعةً من الفولاذ.
في الحقيقة إنّ بطاريّات الليثيوم الأيونية هي اختراع حديث نسبياً ظهر في ثمانينيات القرن العشرين، وقد أصبحت مقبولةً على نطاقٍ واسع ومدروسةً جيّداً من حيث استعمالها في تشغيل الآلات الإلكترونية صغيرة الحجم.
المصادر