إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
إن جحود الفرد والمجتمع للمبادئ الإيمانية بعد قيام الحجة الواضحة لديه على صدق هذه الدعوة يؤدي بطبيعة الحال إلى الخلاف والشقاق في المجتمع، مما يستتبع زوال النعم عنهم وتواتر النقم عليهم كما لوحظ ذلك في المجتمعات التي بعث فيها الأنبياء.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص140