لم تقتصر إحياء ذكرى مراسيم عاشوراء الإمام الحسين (ع) على شريحة معينة، فبين كبير وصغير، رجل وامرأة، شيبة وشباب، سليم وعليل، حيث كان للصغار منهم نصيب، في مشاهد إنسانيّة عظيمة يُشاهدها المرءُ حيث تتجلّى أجمل الصور متمثّلةً على أرض الواقع، لتُصبح مصداقية حيّة لا قصصاً تروى في متون الكتب.
صباح اليوم الاول من محرم الحرام لهذا العام والمتابع يرى جلياً، مشاركة هؤلاء البراعم في مواكب العزاء لمصاب ابا الاحرار (ع)، فمنهم من يحمل آواني الورد والعطر والحناء، ومن يشارك في السرد الدرامي للواقعة عبر “التشابيه”، وبين من يحمل الطبل او الزنجيل، او من يلطم على الرأس والصدر، توزع هؤلاء الفتية الحسينيون معبرين عن التزامهم الثابت بخط الحسين (ع).
وفي شوارع وازقة مدينة كربلاء ومنطقة ما بين الحرمين والعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية مجاميع من الفتية والاطفال بطقوسهم الولائية كعادة سنوية اعتادوا عليها كل عام.
وهناك العشرات مثل هذه الحالات لأطفالٍ دفعهم الحبّ والعشق الفطريّ لأبي عبد الله الحسين (ع) الى بذل ما يستطيعون من جهدٍ في سبيل المساهمة في العزاء، مشاطرين الكبار وآباءهم الذين عمدوا الى إشراكهم فيها، لتصل إليهم رسالة ما حملوه من أجدادهم وإيصالها إليهم، ليستمرّ هذا العطاء أبد الدهر.