أولاً: معنى ربيع الأول:سُمِّي بذلك لأنَ تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
والربعُ: محله، يقال: ما أوسع ربع بني فلان! وربعت الإبل، إذا وردت الربع، يقال: جاءت الإبل روابع، قال ابن السكيت: ربع الرجل، يربع، إذا وقف وتحبَّس.
والرّبيعُ عند العرب ربيعان: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة، فربيع الشهور شهران بعد صفر، ولا يقال فيه إلا شهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وأما ربيع الأزمنة، فربيعان: الربيع الأول، وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنور، وهو ربيع الكلأ، والربيع الثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وفي الناس من يسمِيه الربيع الأول، وجمع الربيع: أربعاء وأربعة، مثل نصيب وأنصباء وأنصبة، قال يعقوب: ويجمع ربيع الكلأ أربعة، وربيع الجداول أربعاء، والربيع: المطر في الربيع، تقول منه: ربعت الأرض فهي مربوعة الصحيح في اللغة (1/238)، المصباح المنير (1/216) ،المفصل في تاريخ العرب (15/275).
ثانيًا: تسميته: قد جاء في تسميته بهذا الاسم عدة روايات؛ منها أنَّ العرب كانوا يخصّبون فيه ما أصابوه من أسلاب في صفر؛ حيث إنَّ صفراً كان أول شهور الإغارة على القبائل عقب المحرّم هذا كان في الجاهلية أما بعدما جاء الإسلام تغيرت هذه المفاهيم الجاهلية وحفظت الدماء إلا بموجب ما تقتضيه الأحكام الشرعية من قصاص ونحوه.
وهناك رأي يقول: إنَّ العرب كانت تقسم الشتاء قسمين، أطلقوا عليهما الربيعين: الأول منهما ربيع الماء والأمطار، والثاني ربيع النبات؛ لأن فيه ينتهي النبات منتهاه، بل إن الشتاء كله ربيع عند العرب من أجل الندى. وفي الحقيقة، كان الربيع عند العرب ربيعين: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة؛ فربيع الشهور، شهران بعد صفر؛ وهما ربيع الأول وربيع الآخر. وأما ربيع الأزمنة، فربيعان:
الرَّبيع الأوَّل: وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنَور، وتطلق عليه العرب: ربيع الكلأ.
والثاني: هو الفصل الذي تدركُ فيه الثمار، ومنهم من يسميه الربيع الثاني، ومنهم من يسميه الربيع الأول كسابقه. لذا، كان أبو الغوث يقول: العرب تجعل السنة ستة أزمنة: شهران منها الربيع الأول، وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء. انظر: القاموس المحيط، (ص: 928)، تاج العروس (21/34)؛ ربع، ولسان العرب (8/99)؛ ربع.