بعدما استلمَ يزيد بن معاوية (لعنه الله) مقاليد الحكم وتوليه قيادة المسلمين في الشام، استطاع خلال فترة حكمةِ أن يعمل ثلاثة موبقات، أولها قتل ريحانة رسول الله الإمام الحسين (عليه السلام) واهل بيته الطيبين الطاهرين سنة (61هـ)، واباحة المدينة المنورة بجيش جرار بقيادة مسلم بن عقبة وقتل أولاد المهاجرين والانصار سنة (62هـ)، فضلاً عن رمي الكعبة المشرفة بالمنجنيق سنة (63هـ).
فأستاء جميع المسلمين من حكمه البغيض، فأرسلوا وفداً برئاسة عبد الله بن حنظلة الأنصاري للتفاوض معهُ، فنقلوا ما شاهدوا وسمعوا ذلكَ للناس. (1)
فأخذ عبد الله بن حنظلة الأنصاري والوفد بشحن المسلمين للخروج بالثورة على حكم يزيد، فوصلت أخبار اهل المدينة الى يزيد، فأرسلَ جيشاً جراراً بقيادة (مسلم بن عقبة المزني) لإخماد الثورة وجميع الخارجين على حكمة برفقته ثلاثون ألف مقاتل في يوم (28) ذي الحجة سنة (36هـ)، فعلمَ الثوار بقدوم الجيش وبأعدادهم الهائلة فاستنجدوا بالأمام السجاد (عليه السلام) فأخبوا النساء والأطفال في داره المباركة، فهجموا على بيوت المسلمين الآمنين فقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ وأسروا الأخرين، فسميت بواقعة الحرة بسبب الاسراف في سفك الدماء.(2)
اما النتائج النهائية التي خلفها جيش يزيد في المدينة المنورة فهي: قتل اعداد كبيرة من البدريين والانصار والمهاجرين فضلاً عن قتل عشرة آلاف من الموالين العرب.
...........................................................................................................
1 ـ تاريخ مدينة دمشق 27/429.
2ـ تاريخ الطبري 4/372.