ضمن مقتنياتها القيمة التي تسلّط الضوء على التاريخ الاجتماعي والسياسي والآثاري للعراق عموماً، ولمدينة كربلاء المقدسة خصوصاً، تحتفظ مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة بنسخة مميزة من كتاب "من مراد إلى مراد... الرحلة الكاملة لغيرترود لوثيان بيل"، والذي يُعد من أهم الأعمال التوثيقية الصادرة في أوائل القرن العشرين.
يتألف الكتاب من (648) صفحة من القطع المتوسط، ويسجل تفاصيل الرحلة التي أجرتها عالمة الأثار والسكرتيرة الشرقية لدار المندوب السامي البريطاني في العراق، الأنسة "بيل" عام 1909م، والتي امتدت على طول نهر الفرات بدءاً من مدينة حلب السورية وحتى الحلة في جنوبي العراق، قبل أن تعود إلى بغداد، وسامراء، ومنها الى الموصل، ودياربكر وغيرها.
تخللت رحلة "المس بيل" كما تُعرَف محلياً، توثيقاً دقيقاً لمشاهداتها ومقابلاتها مع السكان والمسؤولين المحليين، الى جانب تسجيل انطباعات مستفيضة حول الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والآثارية للمنطقة، فيما كانت إحدى أبرز محطات هذه الرحلة، هي مدينة كربلاء المقدسة للفترة بين 18 و30 آذار 1909م، حيث قدمت "بيل" وصفاً دقيقاً لعدد من المواقع الدينية والتاريخية، ومنها "حصن الأخيضر الشهير".
يعتبر هذا الكتاب سجلاً فريداً لا غنى عنه للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة، حيث يبرز الملامح العامة للأرض والإنسان في حقبة مفصلية من تاريخ الدولة العثمانية.
ومن هذا المنطلق، تدعو مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الباحثين والمهتمين، إلى الاطلاع على هذا العمل الوثائقي الفريد الذي يقدم رؤى عميقة وفريدة حول الإرث الديني والحضاري والإنساني لبلدنا الحبيب.