قد يُستدل من بعض روايات التاريخ والحديث أن "مارية" هي أيضاً في عداد الأسماء العديدة الكثيرة لهذه البقعة. فكانت كربلاء، حسب تلك الأخبار، تسمى قديماً بـ "مارية" أو أرض مارية. حتى وأن هذا الإسم على الأكثر تعدى من الروايات التاريخية إلى فنون الشعر فجرى جرياً مألوفاً على ألسنة الأدباء والشعراء لا سيما الفرس منهم في الرثاء والوصف والقصيد. فأصبحت مارية بالفعل وهي تعد في عداد أسماء كربلاء المختلفة الكثيرة.
وكل من روى ذلك من الرواة رواه في خبر قدوم الحسين (عليه السلام) الى كربلاء وسؤاله عن اسم الأرض التي نزل بها، فسميت له الأرض بأسماء حتى سُميت له كربلاء. ومارية في بعض الروايات هي في ضمن ما سمّي له (عليه السلام) من أسماء تلك البقعة، وقد روى ذلك أيضاً القاضي نور الله المرعشي في مؤلّفه التاريخي المعروف بـ "مجالس المؤمنين " بما نصه :
" وقد رُوي أن الحسين (عليه السلام) عندما بلغ هذه الأرض وقفت فرسه عن المسير، وكلما أراد (عليه السلام) أن يسير بها لم تتحرك ولو بخطوة واحدة، فسأل (عليه السلام): ما اسم هذه الأرض ؟ فقالوا : تُسمّى أرض مارية، فقال : وهل لها اسم آخر؟ فقالوا : تُسمى كربلاء أيضاً، فقال عليه السلام : أرض كرب وبلاء، ها هنا والله محط رحالنا، ومسفك دمائنا".
د. السيد عبد الجواد الكليدار آل طعمة، جغرافية كربلاء القديمة وبقاعها، سلسلة تراث كربلاء الثقافي، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، 2017، ص75-76.