ذكرت مجلة "السبط" العلمية المحكمة الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن موقع كربلاء في العصر الإسلامي كان أقرب إلى الاتفاق بين المؤرخين والجغرافيين القدامى، والباحثين المتأخرين، فحددوا مكانها غربي الفرات بمحاذاة مدينة "قصر إبن هبيرة" في سواد الكوفة بطرف البرية جنوب غربي بغداد، وهي جزء من كورة نينوى السفلى.
جاء هذا عبر الدراسة التي نشرتها المجلة والموسومة بـ "تأثيل أسم كربلاء وموقعها" للأستاذ الدكتور المتمرس "عبد الحسين مهدي الرحيم"، حيث أشارت الى أن "هذا الموقع قد جعل كربلاء تتوسط حاضرتيّن مهمتيّن منذ عصور قبل الإسلام وهما (الحيرة) من الجنوب و(الأنبار) من الشمال، وإن الأدوار السياسية والإدارية لهاتيّن المدينتين ألقت بظلالها على منطقة كربلاء فكانت في تواصل معهما في سكنى القبائل العربية وفي ريعها الزراعي".
وأضاف "الرحيم" أن "كربلاء كانت من أمهات قرى (طسوج النهرين) الواقع على ضفاف نهر(بالاكوباس)، وهو نهر الفرات القديم، وبسبب هذه الخصوصية، سكنت المنطقة أقوام متعاقبة قبل العصر المسيحي، حيث مارسوا الزراعة آنذاك، بيد أن تمصير المدينة كان قد بدأ في العصر الإسلامي"، مؤكداً إن "كورة كربلاء لم تضم قرية كربلاء فقط، وإنما اشتهرت إلى جانبها مجموعة من القرى تنتمي كلها إلى طسوج النهرين، وهي الطف، والعقر، والغاضرية، وشفية، ونينوى، والنوائح، وغيرها من التوابع".
وتنقل الدراسة عن المؤرخ والأديب الشهير "ياقوت الحموي"، قوله إن "كربلاء هي جزء من كورة كانت بأرض بابل تسمى (نينوى)، وهذه بدورها من سواد الكوفة، فحقق موقعها وحدده بمعالم حضرية قديمة أضافت إلى جهود المؤرخين والجغرافيين الذين سبقوه دلالات أوضح وأوسع وأقدم".
المصدر:- مجلة السبط العلمية المحكمة، العدد الأول، السنة الأولى، إحدى منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2015، ص 20.