نشر مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر مجلة "السبط" العلمية المحكمة الصادرة عنه، دراسة متخصصة عن الأسماء والألقاب العائدة الى مدينة كربلاء المقدسة على إمتداد تاريخها المبارك.
وذكرت الدراسة الموسومة بـ "تأثيل أسم كربلاء وموقعها" للأستاذ الدكتور المتمرس "عبد الحسين مهدي الرحيم"، أنه "قد تعددت الآراء والنظريات عند المؤرخين والبلدانيين واللغويين من العرب المسلمين في معنى إسم كربلاء وإشتقاقه، فضلاً عن تعيين مكانها وتحديد رقعتها، وهذا أمر معهود في تاريخ الأعلام"، مشيرةً الى أن "فيما يخصّ الاسم، فقد رجّح الكتّاب القدامى من العرب المسلمين، أنه مشتقّ من المعاني اللغوية لكلمة (كربلة)، وهي الرخاوة في القدميّن، فيجوز أن تكون أرض هذا الموضع رخوة، أو أنها مشتقة من كلمة (كربل) بمعنى (نقي)، فتكون هذه الأرض منقّاة من الحصى والدغل".
وينقل "الرحيم" عن رأي لغوي أخر قوله إنها "مشتقة من نبات يكثر في تلك المنطقة ويسمى بـ (الكربل)، وقد وصفها الإمام الحسين (عليه السلام) عندما حل بها وإستفسر عنَ إسمها فقيل له (إنها كربلاء) فقال عنها (إنها ذات كرب وبلاء)"، مضيفاً أنه "في جانب آخر، فقد تعددت آراء الباحثين المحدثين في صياغة اسم كربلاء ومعناها، وهم يرجحون أعجمية الاسم، فمنهم من قال أنها صيغت من كلمتيّ (كور بابل) بمعنى (مجموع قرى بابلية)، أو من كلمتيّ (كرب) و( إل أو ايلا) اللتان تعنيان (حرم الله) أو (مقدس الله) باللغة الآرامية، أو من كلمة (كاربلاتو) الآشورية، وهو لباس من ألبسة الرأس، أو من كلمتيّ (كابيلا) و(كار – بالا) الفارسيتيّن بمعنى (العمل الأعلى) أو (الأعمال السماوية أي العبادة والصلاة، أو هي مشتقةٌ من موضع (كربلة) بتفخيم اللام بعدها هاء، والواقعة جنوب شرقي كربلاء اليوم".
وتضيف الدراسة أن "ثمة مسألة جديرة بالاهتمام، وهي أن استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، أضاف إليها أسماء أخرى كـ (الطف) و(الحائر)، والتي هي ذات صفة مكانية، فيما ذهب بعض الباحثين إلى إضافة أسماء أخرى توهماً منهم في حقيقتها، حيث لم تكن أسماء لكربلاء، وإنما هي إما أسماءً لقرى ومعالم مجاورة لها، أو أنهم اشتقوا أسماءً تنبع من مشاعرهم الولائية والعاطفية والروحانية".
المصدر:- مجلة السبط العلمية المحكمة، العدد الأول، السنة الأولى، إحدى منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2015، ص 19-20.