شهد تاريخ العراق المعاصر أحداثاً سياسية مهمة شكلت نقاط تحول تاريخية، كان من أبرزها مقاومة الشعب العراقي للاحتلال البريطاني والذي توج بثورة 1920م.
وذكر الباحث، جاسم اليساري في بحثه الموسوم "الشيخ محمد تقي الشيرازي ودوره في الثورة العراقية عام 1920 دراسة تاريخية" أن "ثورة 1920بدأت في 30 حزيران 1920 عندما القت السلطات البريطانية القبض على شيخ عشيرة الظوالم في الثلاثين من الشهر ذاته (شعلان أبو الجون) وقامت عشيرته بدورها الهجومي على السراي البريطاني بالقوة المسلحة وقتلت عدداً من الجنود البريطانيين، ثم انتشرت الثورة إلى بقية مناطق الفرات الأوسط ومن ثم إلى أنحاء واسعة من العراق، وقد ورد أسم (شعلان أبو الجون) في المؤتمر الذي عقد في مدينة كربلاء بتاريخ 4 أيار 1920 (15 شعبان 1338هـ)".
وأضاف، انهُ "لم يكن يوم الثلاثين من حزيران هو ساعة الصفر التي كان يريدها الشيخ الشيرازي لإعلان الثورة؛ بسبب عدم أخذ الاستعدادات الكافية لها وقد أثبتت الأحداث اللاحقة هذه الحقيقة، حيث جرت المعارك في منطقة السماوة لعدة أيام، كان ذلك يعني قدرة القوات البريطانية على قمع الثورة بسهولة فيما لو ظلت المعارك الطاحنة محصورة في تلك المنطقة فقط، لذلك قرر الشيخ الشيرازي التوسط لإيقاف القتال لكي يؤمن للثورة المزيد من التعبئة العسكرية والشعبية وتوحيد العشائر التي كانت على خلاف فيما بينها، فأرسل الشيرازي مبعوثين إلى بغداد هما (هبة الدين الشهرستاني وأحمد الخراساني) لمقابلة (ويلسن)، الذي وافق على إجراء المفاوضات لكسب الوقت وتعزيز القدرات العسكرية البريطانية من جانبه أيضاً.
وتابع اليساري ان " مبعوثا الشيخ الشيرازي وضعا شرطين لإيقاف القتال هما "سحب القوات البريطانية من مناطق القتال و إعلان العفو العام وإطلاق سراح المنفيين وعودته إلى ديارهم، كان قبول البريطانيين بهذه الشروط يعني أنتصاراً سياسياً كبيراً للشيرازي وبقية الزعماء الوطنيين، تماماً كما حصل قبل عام من قيام الثورة عندما هدد الشيرازي بالذهاب إلى إيران على أثر أعتقال أعضاء من (الجمعية الوطنية الإسلامية) فاضطرت السلطات البريطانية آنذاك إلى أطلاق سراحهم".
وبيّن اليساري "غير أن البريطانيين لم يقبلوا بهذه الشروط وأنتهت المفاوضات بالفشل، عند ذلك أصدر الشيخ الشيرازي فتواه الشهيرة التي نصت على أن (مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين ويحق لهم ضمن مطاليبهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا أمتنع الإنكليز عن قبول مطاليبهم)"