في يوم 13 من محرم الحرام عام 61هـ أي بعد ثلاثة أيام من ملحمة الطف الخالدة، دُفنت الأجساد الطاهرة للإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وفقاً للترتيبات والمواضع التي حددها ابنه الامام السجاد علي بن الحسين (ع) لعشيرة بني أسد -التي كانت تسكن في أطراف كربلاء – وبمعاونته، وقد بُني على القبور شواهد
وفي سنة 65 أو 66هـ أوعز حاكم العراق آنذاك المختار الثقفي سلام الله عليه ببناء مسجد وسرادق حول القبر وكان البناء من الآجر والطين وهو أول بناء، وبُنيت قرية حول المرقدين، أصبحت نواة مدينة كربلاء
اما سنة 171هـ أمر حاكم الدولة العباسية هارون العباسي بهدم مدينة كربلاء كلها، بضمنها البناء القائم على ضريح الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام وحرث أرض القبر الشريف للإمام عليه السلام وقطع شجرة السدرة الدالة عليه
تولى المأمون حاكم الدولة العباسية في عام 198ه أعمار مرقد الإمام الحسين عليه السلام من أجل التقرب لأتباع أهل البيت عليهم السلام لامتصاص النقمة المتزايدة عليه بسبب قتله أخيه الأمين الحاكم السابق واستيلائه على السلطة
سنة 232ه تولى المتوكل حاكم الدولة العباسية وكان شديد البغض للإمام أمير المؤمنين علي (ع) ولذلك عمد إلى هدم قبر الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أربع مرات خلال فترة حكمه كان آخرها عام 247ه
أعيد بناء مرقد الإمام الحسين (ع) في سنة 248هـ وتوسيعه مع وضع علامة عالية على القبر لإرشاد الزوار، وذلك من قبل المنتصر الحاكم العباسي
في عام 368هـ قام أمير إمارة البطائح في جنوب العراق عمران بن شاهين بتجديد البناء على حرم الإمام الحسين عليه السلام
بين عامي 369ه و372هـ بدأت عملية إعمار وبناء العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بأمر من رئيس وزراء الدولة العباسية في بغداد الملقب بعضد الدولة ابن ركن الدولة البويهي.
المصدر
الأبنية الحضارية في كربلاء، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص128-139