في الوقت الذي تحتل فيه مدينة كربلاء أهميةً تاريخية وحضارية وثقافية بحكم كونها إحدى أقدم مدن بلاد وادي الرافدين القديمة وأكثرها قدسية، فإنها تتصدر كذلك قائمة المدن في المصادر الإسلامية الواردة بأسانيد صحيحة عن حَمَلة لواء الإسلام ونوره الساطع، أئمة أهل البيت الأطهار "سلام الله عليهم أجمعين".
ومما جاء في خصوصية فضل تربة كربلاء ومباركتها من قبل الباري عز وجل، هو ما ذكره الإمام علي بن الحسين"ع" بالقول: "إتخذّ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً وإنه إذا زلزل الأرض وسيّرها، رُفِعَت كربلاء كما هي بتربتها صافية"، في حين قالت عنها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء"ع" بعد إبلاغها من قبل أبيها النبي الأعظم "ص"، بأن هذه البقعة ستكون موضع استشهاد فلذة كبدها الإمام الحسين، "هي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الأمة".
ومن أهم الأقوال الواردة بحق مدينة كربلاء هو ما جاء على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"ع" بالقول: "يُقبَر إبني بأرض يقال لها كربلاء وهي المكان الذي نجّى الله سبحانه وتعالى عليها المؤمنين الذين آمنوا مع نوح" (1).
المصدر:
(1) موسوعة كربلاء الحضارية: سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج1، ص34.