لم ينل الموالي الطاهر وإبن عمّ النبي الأكرم "ص"، عقيل بن أبي طالب ما ناله من الحظوة الكبيرة والمكانة الرفيعة لدى رسول الله وآل بيته "صلوات الله عليهم أجمعين"، بسبب إعتناقه الإسلام أول الدعوة ورسوخ الإيمان في جوارحه فحسب، وإنما كانت نتيجة طبيعية لمآثره الولائية مع العترة الطاهرة التي أدخلته التاريخ من أعظم أبوابه.
ومن أفضل ما ذكر عن هذا العبد الصالح، هو ما جاء على لسان رسول رب العالمين "ص" في قوله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب "ع": "إني أحب عقيلاً حبّين، حبّاً له وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإن ولده المقتول في محبة ولدك تدمع عليه عيون المؤمنين ويصلي عليه الملائكة المقربون"، وهو ما كان فعلاً في موقعة الطف الأليمة عندما تساقط آل عقيل واحد بعد الآخر ذوداً عن سيدهم وإمامهم أبي عبد الله الحسين "ع".
وتذكر المصادر التأريخية أن جملة من أستشهد من آل عقيل بن أبي طالب "رضوان الله عليهم أجمعين" آنذاك هو سبعة وقيل غير ذلك في مصادر أخرى، إلا أن ما هو مؤكد من القول هو أن مواقف هذا البيت الطاهر الموالي قد أوجبت لأبنائه الجنة عند مليك مقتدر (1).
____________
المصدر:
(1) دور آل عقيل بن أبي طالب في واقعة الطف: لمؤلفه سلام ناصر والي العظيمي، ضمن سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 7.