يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، بيان بعضٍ من رموز الثروة البشرية التي أنجبتها هذه البقعة الطاهرة.
وجاء في الموسوعة أن من بين هذه الرموز الخالدة هو "الخطيب الفاضل المجاهد، السيد كاظم بن السيد هاشم بن محمد بن هاشم آل قفطون الفائزي، المولود في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1340هـ، 1922م، من أسرة عرفت بـ (بيت القاري) نظراً لكونهم من خطباء المنبر الحسيني"، مشيرةً الى أن "الفائزي كان قد درس المقدمات والسطوح والعربية في مدرسة (الهندية) الدينية وكذلك في مدرسة (الخطيب) حسبما ذكره نجل الخطيب، السيد جواد الفائزي".
ويضيف المحور التاريخي في الموسوعة أن "هذا الخطيب كان واسع الفكر، عميق الدراية، والاطلاع في العقيدة الإسلامية ومعارف أهل البيت الأطهار (عليهم السلام)، وكان قد ساهم بتأسيس هيئة بحثية حسينية أسماها بـ (هيئة الذاكرين) الى جانب مجموعة من الخطباء، منهم الشيخ هادي الخفاجي، والشيخ عبد الزهراء الكعبي، والشيخ رديف الغزالي، والشيخ علي الحلاوي، والسيد حسين الشهرستاني، والسيد صدر الدين الشهرستاني".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي ، الى أن "السيد كاظم الفائزي قد اُشتهر في المجتمع الكربلائي بمجالسه ومنابره وصفاته الأخلاقية وشدة دفاعه عن الحق، فعمد النظام البعثي المقبور حينها، إلى تصفيته عبر طريقتهم المشهورة آنذاك (السم)، حيث استدعته أجهزة الأمن الصدامية يوم الـ 8 من محرم الحرام، وأقدمت على إعطائه مادة سامة، استشهد متأثراً بها في يوم 21محرم سنة 1409هـ، 1988م، حيث تم تشييع جثمانه بموكب مهيب شارك فيه العلماء والفضلاء الى جانب جمع غفير من أبناء مدينة كربلاء، ليتحول تشييعه الى مظاهرة استنكار ضد النظام البعثي المجرم".
وبيّنت موسوعة كربلاء الحضارية ، أن "الخطيب الشهيد كان له دور كبير في تأسيس العديد من المجالس، أبرزها مأتم الشهداء، وديوان السادة آل ثابت، وآل نصر الله، وآل الطيف وغيرهم من بيوتات وحسينيات كربلاء"، مؤكدةً إنه "لم يقم مجالس خارج العراق قط رغم كثرة الطلبات الواردة إليه من الكويت والإحساء والقطيف، وكانت قراءته بدون مقابل، حيث جعل مجالسه وقفاً للإمام الحسين (عليه السلام)".
المصدر: - موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 132-133.