قدّم الشاعر الشيخ محسن أبو الحب الكبير نماذج رائعة من الأدب في قصائده التي تعطّرت بذكر أهل البيت (عليهم السلام) فكانت آية في البلاغة الشعرية والحسّ المتدفق، فالشعر لدى الشيخ أبو الحب كونه خطيباً حسينياً هو رسالة عظيمة يوجهها الشاعر للأجيال.
ولد الشيخ محسن ابو الحب الحائري الكبير في كربلاء المقدسة وفي سن طفولته المبكّرة مات أبوه الحاج محمد، فنشأ يتيماً ولكنه عوّض عن حنان الأب والحياة الرغيدة بالعلم والأدب، فلم يبلغ الثلاثين سنة من عمره حتى أصبح من البارزين في مجالس كربلاء ومحافلها، أديباً وشاعراً وخطيباً كبيراً، ومما يدل على سمو قدره وعلو مكانته.
ترك أبو الحب ديواناً كبيراً يعدّ أثراً أدبياً مهماً في تراثنا الإسلامي والعربي، ضمّ بين دفتيه أروع القصائد التي قيلت في مدح ورثاء النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وتميّز برثائياته المفجعة الشجية لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
كان شاعراً رسالياً يسجل بالشعر كلمته الصادقة بحب اهل البيت (عليهم السلام) فقد احتوى ديوانه على ما يقارب ثلاثة آلاف بيت شعري.
إن كان دين محمدٍ لم يستقمْ إلّا بقتلي يا سيوف خذيني
مَن منّا لم يقرأ أو يسمع هذا البيت الخالد الذي ضمّنته آلاف اللافتات وصدحت به ألوف الحناجر وردَّدته الأصوات على المنابر والمجالس الحسينية؟
إننا نقف أمام شعر محسن أبو الحب الكبير الذي ترك بصمات لا تمحى وآثاراً لا تنسى في ذاكرة المنبر الحسيني الذي لا يزال يتنغم بأبياته فيرن صداها في أرجاء المجالس والمحافل الحسينية.