جَون بن حُوَي، من شهداء كربلاء، منعه الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء عن القتال، ولكنه قال للإمام: والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم.
فلما توفي أبو ذر سنة 32 هـ رجع جون، وانضم إلى أمير المؤمنين، ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين، وكان في بيت السجاد عليهم السلام، وخرج معهم إلى كربلاء.
عندما برز جون في يوم عاشوراء قال له الحسين عليه السلام: أنت في إذن مني .. ، فقال يا ابن رسول الله! أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم. والله! إن ريحي لنتن، وحسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفس علي بالجنة، فيطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض وجهي، لا والله، لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. ثم قاتل حتى استشهد !
وهو من الشهداء الذين وقف عليهم الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ودعا له بالخير و ورد أن الإمام عليه السلام وقف عليه بعد استشهاده ، وقال:
«اَللّهُمَّ بَيِّض وَجهَهُ، وَطَيِّب ريحَهُ، وَاحشُرهُ مَعَ الأبرارِ، وَعَرِّف بَينَهُ وبَينَ مُحمدٍ وآلِ مُحمدٍ»
دفن مع بقية الشهداء عند رجل الإمام الحسين عليه السلام، وأورد العلامة المجلسي في كتاب بحار الأنوار عن الإمام الباقر (ع) أنه دفن بعد عشرة أيام وكان الناس يمرون بالمعركة ويشتمون من رائحة المسك، وقد ورد اسمه في زيارة الشهداء: «اَلسَّلَامُ عَلَى جَوْنٍ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ»
المصادر :-
- المجلسي، بحار الأنوار، ج 98، ص 269
- المقرّم، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 252؛ ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، ج 1، ص 65.