نشرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وضمن فصولها الخاصة بأعلام مدينة أبي الأحرار"عليه السلام" من علماء وخطباء وشعراء، ترجمة موجزة عن حياة الشيخ الكربلائي الفاضل، "محمد المجاهد".
وذكرت الموسوعة، أن "الشيخ محمد بن مهدي بن عبد المجاهد، هو من أسرة (الكواظمة) الكربلائية التي تنتسب إلى قبيلة (شمر) العريقة"، مضيفةً أنه "من مواليد مدينة كربلاء المقدسة سنة 1359هـ، 1940م ونشأ فيها تحت ظل أسرة كريمة، ليكمل دراسته الأولية في هذه المدينة، وليلتحق بعدها بالحوزة العلمية، فتتلمذ على يد أعلامها الكبار، منهم الشيخ عبد الكريم الكربلائي، والشيخ سلطان علي الصابري، والسيد مرتضى القزويني، والسيد أحمد الفالي، والسيد مجتبى الشيرازي، وغيرهم".
وأضاف المحور التاريخي في الموسوعة أن "هذا الخطيب الفاضل قد عشق الخطابة فامتهنها ودرس أصولها على يد العلامة السيد محمد كاظم القزويني، ومن ثم إتجّه لمهمة التدريس في مدرسة البادكوبة والهندية، وأقام الجماعة في بعض مساجد كربلاء، وإرتقى المنبر الحسيني الى أن اُعتقل على يد أزلام النظام البعثي السابق، حيث كان له نصيبه الوافر من التعذيب، إلا أنه جابه أولئك الطغاة بصلابة وإرادة حتى فرّج الله عنه".
وعن صموده وثباته في السجن، ينقل قسم التاريخ الإسلامي عن الشيخ "عبد الأمير النصراوي"، قوله "كنّا مع سماحة الشيخ (المجاهد) تحت التعذيب في زنزانة الشعبة الخامسة ببغداد ثم نُقلنا إلى معتقل (الفضيلية)، حيث بقينا لأكثر من سنتيّن وشهريّن"، مضيفاً أنه "ممّا لفت انتباهي أن الشيخ (المجاهد)، كان في غاية الهدوء والوقار والسكينة، صبوراً ذاكراً لله دائماً وبيده مسبحة لا يلهو عن ذكر ربه حتى أُطلِق سراحنا".
وأشارت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، الى أن "هذا الشيخ الفاضل كان قد هاجر إلى مدينة قم المقدسة، وواصل مسيرته الجهادية فيها، وكانت له مواقف وصولات في العراق والسعودية وإيران، وهو من الرجالات المؤسسة لـ (هيأة التبليغ السيّار) ومن المشاركين في تأسيس مجلّة (منابع الثقافة الإسلامية)، ليلتحق بعدها بالرفيق الأعلى يوم 11 ربيع الثاني سنة 1422هـ، 2001 م".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 152-153.