إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، من مشاهير القرن الثاني الهجري ، خلد له التأريخ ذكراً جميلاً وسجلاً خالدا ، وهو صاحب شاعرية رقيقة ، وذهن لمّاح وذوق سليم وعقل ناضج ، ولد في عين التمر التابعة لمحافظة كربلاء سنة 130هـ/747م في منطقة شفاثة .
نشأ بالكوفة وسكن بغداد ، مال إلى العلم والأدب ونظّم الشعر حتى نبغ فيه حتى يحكى انه قال يوماً "لو شئت ان اجعل كلامي كله شعراً لقلت" .
طبع له ديوان ابي العتاهية بواقع 511 صفحة عن دار بيروت سنة 1964، وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء.
توفي سنة 211 هـ ، ودفن في مقابر قريش عند قبر الامام موسى بن جعفر "عليه السلام" حيث وصيته .
لأبي العتاهية أشعار كثيرة نذكر منها هذه الابيات :
وَما هُوَ آتٍ لا مَحالَةَ آتِ
حُتوفُ المَنايا قاصِداتٌ لِمَن تَرى
مُوافينَ بِالرَوحاتِ وَالغَدَواتِ
وَكَم مِن عَظيمٍ شَأنُهُ لَم تَكُن لَهُ
بِمُهجَتِهِ الأَيامُ مُنتَظِراتِ
رَأَيتُ ذَوي قُرباهُ تَحثي أَكُفُّهُم
عَلَيهِ تُرابَ الأَرضِ مُبتَدِراتِ
المصدر : سلمان هادي ال طعمة ، شعراء كربلاء،ط1،ج1،مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2017م،ص39-41.