محمد حسن أبو المحاسن هو شاعر وسياسي عراقي من شعراء كربلاء التي ولد بها (1293هـ / 1876م) وكان خلال ثورة العشرين في العراق نائبا عن كربلاء في مجلس الثورة، إذ لم يكن الشيخ إقطاعيا متخلفا أو منطويا على أملاكه وثرواته بل كان طموحا ذكيا مثقفا واعيا، عاش بمستوى الظرف السياسي الذي كان فيه غيوراَ على وطنه من خلال مشاركته في ثورة العشرين الكبرى الذي كان فيها يعد من كبار مجاهدي كربلاء في مطلع القرن العشرين.
نشأ محمد حسن في عائلة دينية ووسط إسلامي موفورة الجاه والنعمة، وتهيأت له في بادئ الأمر أسباب الدرس والتحصيل، فتلقى دروسه الأولى في الكتاتيب، حيث كان التعليم في الكتاتيب هو الشكل الوحيد لأنماط التعليم في كربلاء المقدسة منذ السيطرة العثمانية على العراق وحتى عام 1891م، حيث بدا افتتاح المدارس الحديثة في المدينة.
درس أبو المحاسن الفقه والأدب واللغة على يد عدد من علماء كربلاء المقدسة فاخذ الأدب عن الشاعر الكبير كاظم الهر الحائري واخذ العلوم الأخرى على يد العديد من العلماء في عصره، وبرز كشاعر سياسي وطني موهوب طبقت شهرته الأندية الأدبية، من خلال ثقافته والمامه بكل المقدمات وهو بطل الثورة وشاعرها اللامع.
عاشت كربلاء في الثقافة الدينية منتعشة وتقوم مدارس حوزتها بنشر فقه الإسلام وأصوله وعقائده والعناية بلغة القرآن الكريم تفسيراً ونحواً وبلاغة وغير ذلك، فقد أصبح محط أنظار العلم ومقصد الآلاف من رجال الفقه.
أصبح وكيلا للمرجع الكبير محمد تقي الشيرازي بعد تقدمه في ثقافته وإخلاصه لوطنه وهذه درجة لا تمنح إلا لمن يحصل على وفرة من العلم والثقافة الدينية وهذا يدل أيضا على ثقة المرجع الشيرازي بأبي المحاسن من جانب عمليته وإخلاصه ووعيه وحنكته السياسية، إذ انه بلغ أوج عظمته في زمن الشيخ محمد تقي الشيرازي (1256-1338هـ)، فاكتسب لقب بطل ثورة العشرين وشاعرها اللامع.
المصدر
1. مجلة اهل البيت (ع)، العدد 10، ص184-193
2. البيوتات الادبية في كربلاء، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص(67-76).