أنجبت مدينة كربلاء وعلى إمتداد تاريخها المبارك، عدداً لا يحصى من الشخصيات التي أغنت التاريخ الديني والثقافي لهذه المدينة المقدسة، فكان من بين أبرز تلك الشخصيات الكربلائية المرموقة هو الفقيه الإمامي "محمد الملائكة البرغاني".
بدأ الشيخ "محمد بن محمد تقي بن محمد جعفر بن محمد كاظم الطالقاني البرغاني" دراسته الفقهية على يد والده الشيخ "محمد تقي" في بادئ الأمر، يتوجه بعدها الى دراسة الحكمة والكلام تحت إشراف الشيخ "إسماعيل بن محمد حسين الخاجوئي" في كربلاء ومن ثم في مدينة قزوين، حيث أُشتهر بين صفوف نظرائه من رجال الدين بلقب "الملائكة" لشدة ورعه وقداسة نفسه وتقواه.
تعرض الشيخ "البرغاني" الى محاولة إغتيال على يد المتطرفين من أتباع الفرقة الإخبارية بعد مناظرته الشهيرة مع شيخهم "يوسف البحراني"، لتقرر حينها سلطات قزوين نفيه الى مدينة "برغان" المجاورة للعاصمة الإيرانية طهران، إلا أن النفي لم يفت من عضيدة الشيخ في البحث والتأليف وإقامة صلوات الجمعة والجماعة حتى أصبح المسجد الذي يؤم الصلاة فيه، من أكبر وأشهر مساجد عصره.
المصدر:
موسوعة كربلاء الحضارية: من منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج4، ص1-2.