يتحمل خطباء المنبر الحسيني مسؤولية كبرى وذلك لأنهم يجسدون الوجه الإعلامي لمشروع الامام الحسين (ع)، ولذلك يقع على الخطباء تجسيد هذه المسؤولية وتفعيلها بما ينسجم مع العصر ومستجداته بحيث يحقق ما كان يسعى اليه الامام الحسين (ع) وقد برز في مدينة كربلاء المقدسة الكثير من الخطباء الذين تحملوا مسؤولية الحفاظ على مبادئ الثورة الحسينية من خلال قيامهم بتوعية المجتمع بأهمية هذه الحركة وعظمة المشروع الحسيني.
ومن هؤلاء الخطباء الشيخ محمد إسماعيل بن محمد علي بن محمد إبراهيم خليق، ولد في مدينة كربلاء سنة 1365هـ/1945م ونشأ بها، تلقى على يد والده وجده مبادئ العلوم وأكمل قراءة القرآن، ثم دخل الى مدرسة الامام الصادق (ع) وانتقل بعدها الى مدرسة البادكوبه الدينية.
أكمل الشيخ محمد إسماعيل دراسة المقدمات والسطوح وتوجه بعدها الى حوزة النجف الاشرف لدراسة البحث الخارج فدرس على يد آية الله السيد أبو القاسم الخوئي، عمل بعدها بالوظائف الشرعية من خلال خدمة المنبر الذي اتقن الخطابة التي تعلمها على يد الخطيب الشهير السيد محمد كاظم القزويني، ومارسها في عدد من المجالس الحسينية.
غادر العراق وراح يتنقل بين السعودية وإيران وباكستان، حضر بعض المؤتمرات الإسلامية في فرنسا وألمانيا، اشتغل بالنشاطات الدينية، وتأسيس المؤسسات الخيرية في المجالات المختلفة ومن أهمها حوزة الرسول الأكرم (ص) وحوزة الزهراء (ع) للبنات، ومدرسة ثانوية الامام الحسن (ع) في بيروت وله أكثر من 300عنوان لكتاب التراث الإسلامي والعلوم العصرية ومن مؤلفاته: تناسخ الأرواح، ماذا بعد الموت؟، دراسة موضوعية في الحج، العلوين وتراثهم وآثارهم.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي – قسم التاريخ الإسلامي – النهضة الحسينية، ج10، ص184-185