أصفهاني الأب، خزاعي الأم، تولّد بكربلاء ونشأ بها. أنشأه اللّه منشأ مباركا. مات أبوه وهو صبي، وتكفّله بعض الأجلّة من أهل الحائر، حتى إذا استغنى من المعلّم أجلسه بالمدرسة المعروفة بمدرسة حسن خان بكربلاء، فصار يجدّ ويجتهد في الاشتغال حتى تقدّم على قرنائه ونظرائه وشركائه في الدرس، فهاجر إلى سرّ من رأى في طلب العلم وقرأ على أفاضلها حتى صار يعدّ من أفاضل علمائها.
صحبني ما يقرب من ثماني عشرة سنة. كان عالما فاضلا دقيقا محقّقا نابعا ذا ملكة قويّة في استنباط الأحكام الشرعيّة ماهرا في العلوم العقليّة كاملا في علم أصول الفقه له فيه أبكار الأفكار، هذا مع تقوى وورع وزهد وعبادة.
هاجر فيمن هاجر من كبار العلماء إلى النجف بعد وفاة سيدنا الأستاذ العلاّمة، وجاور النجف، وكان أحد المدرّسين المرغوبين عند فضلاء المشتغلين، فتمرّض بداء السلّ، وجاء إلى الكاظمين للمعالجة، وتهيّأت أسباب معالجته على أكمل وجه فلم ينفع، فتوفّي بها عصر يوم الخميس 17 ربيع الأول سنة 1322، ودفنته في بعض حجر الصحن الشريف الكاظمي.
المصدر: تكملة أمل الآمل، السيد حسن الصدر، ج2 ص325-326.