يُعدّ بيت البدري من بين أبرز البيوتات الأدبية الكربلائية خلال القرن العشرين نظراً لما قدّمه من نتاجات أدبية أغنى بها ميادين الشعر العربي والإسلامي في الماضي والحاضر.
ولد الشاعر والأديب "عبد القادر البدري" في مدينة علي الغربي التابع للواء العمارة سنة (1936م) في أسرة عُرِفت بالفقر والفاقة الشديدة، إلا أن هذا الأمر لم يكن عائقاً أمام شاعرنا الكبير في السعي لتحصيل علومه الإبتدائية في إحدى مدارس ناحية شيخ سعد التي كان يقطنها، قبل أن يتوجه لإكمال الدراسة المتوسطة والإعدادية في مدينة كربلاء المقدسة التي إنتقل اليها مع عائلته سنة (1947م)، ليكمل بعدها دراسته الجامعية في إختصاص الآداب الذي كان شغله الشاغل منذ نعومة أظافره (1).
وبالرغم من معاناة "البدري" من حبسةٍ في لسانه وتعثرٍ في النطق، إلا أنه أصّر على خوض بحار الشعر العربي بكافة أنواعه، مما جعل منه في نهاية المطاف أحد أكبر شعراء عصره، بالإضافة الى كونه كاتباً وقاصّاً وناقداً أدبياً، فضلاً عن نجاحه الباهر كعريف للعديد من الندوات الأدبية المقامة خلال تلك الفترة، ناهيك عن إمتلاكه ملكةً فريدة من نوعها للشعر الشعبي.
إمتاز إسلوب الشاعر "عبد القادر البدري" بالسلاسة في التعبير والرقة في المعنى واللطافة في التصوير، حيث ظهرت هذه الإشارات من خلال دواوينه المخطوطة والمطبوعة والتي كانت تختص بالمجمل في مدح ورثاء آل البيت الأطهار "عليهم السلام" وبعض المعارضات لأشهر شعراء تلك الفترة من العراقيين والعرب، فيما تميزت قصائد أخرى له بالدعوة للثورةِ نصرةً للقضايا العربية والإسلامية خلال تلك الفترة.
المصدر
(1)البيوتات الأدبية في كربلاء: لمؤلفه موسى إبراهيم الكرباسي، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص119.