الفقيه الأُصولي، الأديب المفسّر، الشيخ محمّد تقي الهرويّ الأصفهانيّ الحائريّ، من أعلام الطائفة المغمورين، شارك في جملةٍ من العلوم، وصنَّف فيها، فأغزر وجوّد.
ولد رحمه الله في هرات سنة 1217هـ، وبها نشأ وأخذ أوليّات العلوم، وفي العقد الثاني من عمره ارتحل إلى إصفهان، وفيها تَلْمَذَ على يد أعلام تلك الحوزة، وهم: السيّد محمّد باقر بن محمّد نقي الرشتيّ الشفتيّ، الشهير بحجّة الإسلام (ت1260هـ)، والشيخ محمّد إبراهيم بن الشيخ محمّد حسن الكلباسيّ الإصفهانيّ، صاحب إشارات الأُصول (ت1261هـ)، والشيخ محمّد تقي النجفيّ الإصفهانيّ، صاحب هداية المسترشدين، المعروف بـ : صاحب الحاشية (ت 1248هـ).
وهؤلاء الثلاثة هم أهمّ مشايخه الذين يستند إليهم، ويذكرهم في طيَّات مؤلّفاته، ولم يصفُ له العيش في أصفهان، فكان يغادرها إلى العراق بين فينةٍ وأُخرى، فقد ورد النجف الأشرف والحائر الشريف مراراً، وفيها حضر عند أعلامها، كما صنَّف جملةً من كتبه.
وفي الغريّ حضر عند الشيخ محمّد حسن النجفيّ، صاحب الجواهر، وفي الحائر حضر عند السيّد علي نقيّ الطباطبائيّ حفيد صاحب الرياض.
وفي سنة (1271هـ) ألقى عصا الترحال في الحائر الشريف، وفيها انصرف إلى التدريس والتصنيف، إلى أن توفّي فيها سنة (1299هـ)، ودفن في الصحن الحسيني الشريف، فيكون بذلك قد أقام العقود الثلاثة الأخيرة من عمره في كربلاء المقدسة، وهي - كما لا يخفى - سنوات عطائه العلمي، ولذا أنشغل في تلك المدة بالتدريس والتأليف، دون الدراسة والتلقي .
ويمكن أن نعدّ من أهمّ تلامذته: الشيخ فتح الله بن محمّد جواد الشيرازي، الشهير بـ : شيخ الشريعة، والشيخ محمّد حسن بن صفر علي المازندراني البارفروشي المعروف بـ : الشيخ الكبير
المصادر: الكرام البررة، ص212؛ أعيان الشيعة، ج9، ص195؛ ريحانة الأدب، ج6، ص365؛ مصفى المقال، ص69؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج13، ص538 ـ 539.