الحاج الملا محمد صالح البرغاني القزويني شقيق الحاج محمد تقي البرغاني الشهير بــ (الشهيد الثالث) الذي اغتالته زمرة من البهائية في محرابه، ابن الملا محمد بن الملا محمد تقي بن الملا محمد جعفر الطالقاني.
ولد المترجَم في برغان سنة 1200هـ ونشأ بها ثم ارتحل مع أسرته إلى قزوين فتلقى فيها مبادئ العلوم العربية وهاجر منها إلى أصفهان ثم خراسان وقم التي تتلمذ فيها على الميرزا القمي. ثم انتقل إلى النجف متلمذاً على الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وبعدها سكن كربلاء ما يقرب من خمس سنوات مستزيداً من دروس فحول العلماء فيها كالسيد علي صاحب الرياض والسيد محمد المجاهد وقد أجيز منهما. ثم عاد إلى قزوين التي تصدَّر فيها وعكف على التدريس والتأليف.
وكان المترجَم على درجة عالية من الزهد والورع، محدّثاً خطيباً مكافحاً للفساد الذي كان قد عم مدينة قزوين عهدئذ حتى استطاع ان يعيد إلى سكانها تقاهم.
وقد ذكرته أكثر كتب التراجم المتأخرة كما ذكره كتاب المآثر والآثار بما ترجمته:
كان الحاج الملا محمد صالح البرغاني القزويني من فحول المجتهدين في زمن الدولة القاجارية وله تصانيف كثيرة وآثار نفيسة وهو من أسرة كريمة.
وكان المترجم بالإضافة إلى ذلك من النائحين على الأئمة الأطهار وخاصة الإمام الحسين عليه السلام متقيداً منها بالاخبار الموثوقة والمراثي المفجعة.
وقد رافق المترجَم وشقيقهُ الملا محمد تقي، السيد محمد المجاهد الطباطبائي في جهاده مع الروس.
كان المترجم من المؤلفين فقد ألف أكثر من 25 كتابٍ في مواضيع مختلفة وكلها مخطوطة عدا الجزء الأول من تفسيره وله من المصنفات: كنز الواعظين في مقاتل العترة عليهم السلام بالعربية بأربعة مجلدات. وكنز الباكين في الموضوع نفسه باللغة الفارسية في مجلدين. ومصباح الجنان في تفسير القرآن في مجلدين ومفتاح الجنان في حل رموز القرآن في ثمانية مجلدات المسمى بالتفسير البرغاني، ومخزن الأبرار في أصول الدين مجلد واحد. وبدائع الأصول والحكم والدرر وشرح لألفية لابن مالك، وكنز المعادن في دعوات واعمال شهر رجب إلى ذي الحجة بالفارسية. وفن الفقاهة ونجاة المؤمنين في معارف الدين بالفارسية ومسك النجاة بالفارسية.
وقد خلَّف المترجم خمسة أولاد. وأحفاده اليوم منتشرون في طهران وقزوين وكربلاء والنجف. كما أنه كان والد قرة العين التي لعبت دوراً رئيسي في ترويج البهائية. وقد ترك المترجَم أوقافاً كثيرة في قرى ومزارع ودور وبساتين وحوانيت في كل من كربلاء والنجف وقزوين أوقفها مع ريعها على المدارس الدينية والمساجد التي أقامها في حياته في كل من قزوين وكربلاء.
وكانت له مكتبة عامرة بالكتب الخطية النادرة لا زالت بعض كتبها باقية لدى ذريته.
وفاته:
ونزح المترجَم أواخر أيامه عن قزوين واستوطن كربلاء ومات بها، وقد اختلفت الروايات في تاريخ وفاته ولكنه عثر مؤخراً بين مخلفات ابنه الأرشد ووصيه الميرزا عبد الوهاب باللغة الفارسية ما يفيد ان والده المترجم توفي غروب الجمعة 27 جمادى الثانية سنة 1271 فجأة عند ما كان واقفاً عند ضريح الإمام الحسين عليه السلام من جهة الرأس رافعاً يده إلى السماء خاشعاً متضرعاً... فحمل إلى داره ثم شيع جثمانه بعد غسله ودفن جنب الشباك المحاذي لناحية رأس الامام عليه السلام في الرواق الغربي.
المصدر: اعيان الشيعة، السيد محسن الأمين،ج9، ص 69-70