هو عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري، الكلابي، الروَاسي بالولاء، الكوفي(.. ـ بعد 203 هـ).
نبذه من حياته :
كان من أصحاب الاِمام أبي الحسن الكاظم - عليه السلام - ، والمقرّبين لديه، ووكلائه الثقات. سمع منه الحديث، وروى عنه، وكان في يده أموال كثيرة للإمام الكاظم - عليه السلام - ولمّا مات الاِمام - عليه السلام - ، وانتقل الاَمر إلى ابنه الرضا - عليه السلام - ، طلبها، فلم يدفعها إليه، فسخط عليه الرضا - عليه السلام - ، ثم ندم عثمان ندماً شديداً، وتاب توبةً نصوحاً وبعث إليه بالمال، وانضمّ في عِداد أصحابه - عليه السلام - ، فروى عنه، وعن الجواد - عليه السلام – أيضاً، ووقع في اسناد سبعمائة وخمسة وأربعين مورداً من روايات أئمة أهل البيت - عليهم السلام - .
وقال الكشي: " عثمان بن عيسى الرؤاسي الكوفي : ذكر نصر بن الصباح أن عثمان بن عيسى كان واقفيا ، وكان وكيل أبى الحسن موسى عليه السلام ، وفي يده مال فسخط عليه الرضا عليه السلام ، قال : ثم تاب عثمان وبعث إليه بالمال ، وكان شيخاً وعمَّر ستين سنة ، وكان يروي عن أبي حمزة الثمالي ، ولا يتهمون عثمان بن عيسى .
علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن محمد ، قال : أحد القوم عثمان بن عيسى ، وكان يكون بمصر ، وكان عنده مال كثير وست جوار ، فبعث إليه أبو الحسن عليه السلام فيهن وفي المال وكتب إليه : ان أبي قد مات وقد اقتسمنا ميراثه ، وقد صحت الاخبار بموته ، واحتج عليه . قال : فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس من ذلك شيء وإن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد اعتقت الجواري ! " .
قال السيد الخوئي : لا ينبغي الشك في أن عثمان بن عيسى كان منحرفاً عن الحق ومعارضاً للرضا عليه السلام ، وغير معترف بإمامته ، وقد استحل اموال الامام عليه السلام ، ولم يدفعها إليه ! وأما توبته وردُّه الاموال بعد ذلك فلم تثبت فإنها رواية نصر بن الصباح ، وهو ليس بشيء ، ولكنه مع ذلك كان ثقة بشهادة الشيخ وعلي بن ابراهيم وابن شهر اشوب المؤيدة بدعوى بعضهم أنه من أصحاب الاجماع.
أقوال العلماء فيه:
قال النجاشي : " عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي ، ثم من ولد عبيد بن رؤاس ، فتارة يقال الكلابي وتارة العامري وتارة الرؤاسي ، والصحيح : أنه مولى بني رؤاس وكان شيخ الواقفة ووجهها ، وأحد الوكلاء المستبدين بمال موسى بن جعفر عليه السلام ، روى عن أبي الحسن عليه السلام ، " .
ـ قال الشيخ: " عثمان بن عيس العامري : واقفي المذهب له كتاب المياه . أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن أحمد ابن محمد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عثمان بن عيسى " .
عدَّه الشيخ الطوسي في رجاله ( تارة ) في أصحاب الكاظم (عليه السلام) ، قائلاً : " عثمان بن عيسى الرؤاسي : واقفي ، له كتاب " ، و ( اخرى ) في أصحاب الرضا (عليه السلام) ، قائلاً : " عثمان بن عيسى الكلابي ، رؤاسي ، كوفي ، واقفي ، كلهم من أصحاب أبي الحسن موسى (عليه السلام) " .
ـ قال السيد الخوئي : يريد الشيخ بهذه العبارة أن عثمان بن عيسى ومن تقدَّمه من أصحاب أبي الحسن (عليه السلام) . وكيف كان فقد عدَّه البرقي في أصحاب الكاظم عليه السلام .
أثاره:
صنّف كُتُباً عديدة منها: المياه، القضايا والاَحكام، الوصايا، والصلاة، يرويها عنه: أحمد بن محمد بن عيسى.
وفاته:
رأى في منامه أنّه يموت بالحائر، ويدفن هناك، فرفض الكوفة ومنزله وخرج إلى الحائر وابناه معه فقال: لا أبرح منه حتى يمضي اللّه عزّ وجلّ مقاديره، وأقام يعبد ربّه عزّ وجلّ حتى مات، ودفن فيه، ورجع ابناه إلى الكوفة.
المصدر:معجم رجال الحديث ج12/رقم الترجمة 7623، وموسوعة طبقات الفقهاءج373/3.