ليلة المبيت هي الليلة الأولى من شهر الربيع الأول وسميت بهذا الاسم لأن الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بات في فراش الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حفاظاً عليه بعد إن قررت قريش التخلص منه وقتله.
إن خطة قتل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، جاءت بعد قيام زعماء قريش بإيذاء المسلمين واضطهادهم لكي يُرغموهم على ترك الإسلام وعلى إثر ذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنصاره بالهجرة إلى يثرب وقد توجه أنصاره في عدة مراحل على شكل مجموعات صغيرة وبصورة سرية بعيدا عن أنظار قريش.
اجتمع جمع من قريش في دار الندوة ليتخذوا قرارا حول كيفية مواجهة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قد أصدروا القرار بعد اقتراح من أبي جهل على اختيار شاب شجاع من كل قبيلة حتى يداهموا بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلا ويقتلوه فيه، وينتشر عندئذ دمه بين كل قبائل العرب عند ذلك لن يكون بمقدور بنو هاشم الثأر له ومحاربة كل قبائل قريش فيضطروا أخيرا للقبول بالديّة.
في الليلة الأولى من شهر ربيع الأول، حاصر المشركون بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليهجموا عليه في منتصف الليل وفي هذه الاثناء كان الإمام علي (عليه السلام) قد أغلق أبواب البيت وأسدل الأستار، فلما خلقَ الليل وانقطع الأثر أقبل القوم على الامام عليٍّ (عليه السلام) قذفاً بالحجارة وهجموا عليه بالسيوف ووثبوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش، فوثب الامام علي (عليه السلام) في وجوههم "فقالو له: أين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: أجعلتموني عليه رقيبا؟ ألستم قلتم: نخرجه من بلادنا؟ فقد خرج عنكم".
فأقبلوا عليه (عليه السلام) يضربونه ثم أخرجوه من البيت وحبسوه في المسجد الحرام ساعة من الليل وضربوه حتى كادوا يقتلونه، ثم توجّهوا نحو يثرب يطلبون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومن الجدير بالذكر إن علماء الدين يقولون إن الآية "ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفُ بِالْعِبَاد" نزلت في شأن الإمام علي (عليه السلام) في حادثة ليلة المبيت.