كتب الشيخ محمد رجب عبد الوهاب في مؤلفه (اسرار فاجعة كربلاء) في الصفحة (35)، عن يوم عاشوراء اليوم الذي استشهد فيه الامام الحسين (عليه السلام) في معركة الطف التي دارت بينه وبين جيش يزيد على ارض كربلاء، اذ دار حوار أخير بين الامام الحسين (عليه السلام) والشمر بن ذي الجوشن الضبابي عندما وضع سيفه على نحر الحسين (عليه السلام).
ذكر الشيخ محمد مرحب "فتح الامام الحسين (عليه السلام) عينيه في وجهه وقال: يا ويلك من أنت فقد ارتقيت مرتقى عظيها ؟، فقال له الشمر: الذي سينحرك هو الشمر بن ذي الجوشن الضبابي، فقال له الحسين (عليه السلام): أتعرفني يا شمر؟ قال: نعم أنت الحسين بن علي وجدك رسول الله وأمك فاطمة الزهراء وأخوك الحسن، فقال: ويلك فإذا علمت ذلك فلم تقتلني؟، قال: أريد بذلك الجائزة من يزيد، فقال له: يا ويلك ايهما أحب اليك الجائزة من يزيد أم شفاعة جدي رسول الله؟، فقال الشمر: جائزة يزيد أحب إلى الشمر من شفاعة جدك"
ويضيف عبد الوهاب" قال الحسين (عليه السلام): سألتك بالله أن تكشف لي بطنك، فكشف بطنه فإذا هي أبرص كبطن الكلاب، وشعره كشعر الخنازير فقال الحسين (عليه السلام): الله أكبر لقد صدق جدي (صلى الله عليه وآل وسلم) في قوله لأبي: يا علي إن ولدك الحسين (عليه السلام) يقتل بأرض يقال لها كربلا، يقتله رجل أبرص أشبه بالكلاب والخنازير، فأستفاض الشمر غضبا وقال: تشبهني بالكلاب والخنازير، فوالله لأذبحنك من قفاك، ثم قطع الرأس الشريف المبارك.
فلما قطع رأس الامام الحسين (عليه السلام) على القناة، كبر وكبر العسكر ثلاث تكبيرات، وتزلزلت الأرض واظلمت الدنيا، وأمطرت دما، وينادى في السماء: قتل والله الحسين بن علي بن أبي طالب، قتل والله الإمام ابن الإمام، قتل الأسد الباسل، وكهف الأرامل، وكان يوم استشهاده يوم الجمعة عاشر من محرم الحرام سنة إحدى وستين هجرية.