دعا حبيب بن مظاهر الاسدي في السادس من محرم الحرام لعام 61 هـ ، أبناء عمومته واقرباءه لنصرة الامام الحسين "عليه السلام" وقال مخاطباً الامام " يا بن رسول الله هنا حيٌّ من بني أسد بالقرب منّا، أتأذن لي في المسير إليهم فأدعوهم إلى نصرتك؟ فعسی الله أن يدفع بهم عنك" و قال عليه السلام "قد أذنتُ لك".
فخرج حبیبُ إليهم في جوف الليل متنكّراً. فقال لهم"إنّي قد أتيتُكم بخير ما أتی به وافدٌ إلى قومه، أتيتُكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيّكم ،وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، فوثب رجلٌ من بني أسد يُقال له عبد الله بن بشر قال"أنا أوّل من يُجيب" .
ثمّ بادر رجالُ الحيّ حتّى تجمع منهم تسعون رجلاً، فأقبلوا يريدون الإمام الحسين(عليه السلام)، وخرج رجلٌ في ذلك الوقت من الحيّ حتّى صار إلى ابن سعد فأخبره بالحال، فدعا ابن سعد برجلٍ من أصحابه يُقال له الأزرق، فضمّ إليه أربعمائة فارس ووجّهه نحو بني أسد.. فناوش القوم بعضهم بعضاً.. وعلمت بنو أسد أن لا طاقة لهم بالقوم، فـنسحبت فئة منهم راجعين إلى قومهم.