8:10:45
سرًّا بين المسالح: العلامة الأشتاني يتحدى الطغيان العباسي ويحيي معالم قبر الإمام الحسين (ع) مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعقد ندوة علمية حول مسير الإمام الحسين (عليه السلام) في جامعة الزهراء للبنات مركز كربلاء يعقد ندوة إلكترونية بذكرى الانتفاضة الشعبانية اتفاقية تفاهم علمي بين مركز كربلاء للدراسات والبحوث والهيئة الطبية الامامية الدولية تهنئة أجواء روحانية مهيبة | الزيارة الشعبانية في كربلاء المقدسة كلية التربية للعلوم الإنسانية/ جامعة ديالى تنظّم ندوة علمية استعداداً للمؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين الخزانة الحسينية.. رحلة عبر الزمان بين المقتنيات الثمينة ج2 الأعلام المدفونون في المشهد الحسيني .. الشريف الرضي مقام لقاء الإمام الحسين (عليه السلام) بعمر بن سعد في كربلاء ندوة إلكترونية تاريخ المكتبات في كربلاء..رحلة عبر الزمن من المخطوطات الى الكتب المطبوعة ج9 أبو الشعثاء الكندي.. فارسٌ كربلاء جثا على ركبتيه فوقف في الخلود أمير المؤمنين (ع) في وداع سيدة نساء العالمين (ع) باب الخطب - 202 محمد جواد الدمستاني الخزانة الحسينية.. رحلة عبر الزمان بين المقتنيات الثمينة المدرسة الزينبية في كربلاء.. إرث علمي ديني توثق له صفحات التاريخ كلية التربية للعلوم الإنسانية-جامعة كركوك تنظّم ندوة علمية استعداداً للمؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين اسبوع في لمحة (7) || ابرز نشاطات المركز خلال الاسبوع السابق تهنئة مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعقد ندوة تعريفية بالمؤتمر الدولي التاسع لزيارة الأربعين
اخبار عامة
01:26 PM | 2025-02-01 185
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

إمام عباس كلدي.. صيحة خوف وانهزام العثمانيين أمام قوة الثوار الكربلائيين

كانت كربلاء عبر تاريخها عنواناً للبطولة ومسرحاً للشجاعة والتضحية في وجه الاحتلال،ففي خضم الأحداث التي عصفت بالعالم إثر ضعف الدولة العثمانية، ونتيجة لانتصار الحلفاء على المانيا وحلفائها، اتفق الحلفاء مع الشريف حسين ملك الحجاز على التعاون معهم بإعلان الثورة على العثمانيين مقابل اعتراف الحلفاء باستقلال الدولة العربية الكبرى (المشرق العربي) اعلن الشريف حسين قيام الثورة، لبى العرب النداء على أمل تحقيق طموحهم في قيام الدولة العربية الكبرى،فأنتفض أبناء كربلاء 1915م، متحدين في صفوف واحدة، فقاموا بالهجوم على مقرات الحكومة العثمانية وطردوا قواتها من مدينتهم.

بعد أن استعاد رجالات كربلاء سيطرتهم على شؤون مدينتهم، تولت قيادتها مجموعة من أبرز رجالها، على رأسهم الزعيم الكربلائي الراحل الشيخ فخري كمونة، الذي قاد بنجاح مع نخبة من وجهاء المدينة وزعماء الأسر الكربلائية العريقة.

وصل إلى الحكومة العثمانية خبر انتفاضة الكربلائيين،فأمرت بإرسال الوالي حمزة بيك على رأس قوة عسكرية لإعادة السيطرة على المدينة واعتقال قادة الانتفاضة، تقدم حمزة بيك بقواته نحو مدينة كربلاء المقدسة، وما إن وصلت قواته على مقربة من المدينة حتى أصدر أمراً بقصف المدينة ، فأسفر هذا القصف عن إحداث إصابات كثيرة في صفوف الأهالي، إضافة إلى تدمير أجزاء واسعة من الدور والمحلات والأسواق، فضلاً عن تضرر منائر العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، كما أدى القصف إلى تدمير السور الذي كان يحيط بالمدينة.

في ظل هذه الأضرار البالغة، تصدى أبناء كربلاء بشجاعة ورفضوا السيطرة العثمانية، فاندلعت معركة شرسة بين الجانبين،وقدم العديد من أبناء كربلاء أرواحهم دفاعاً عن مدينتهم، ومنهم عبود النصير، كريم آل غريب، محمد علوان آل زنكي، الحاج عبد آل زنكي، السيد علي آل طعمة، معتوك المنكوشي، خضير جواد الطهمازي، مرهون الوزني، محمد طاهر الوزني، الحاج كاظم الحميري، ناجي أبو والده، دهش المحمد، عاشور العبد المنكوشي، حميدان جلعوط، خداده الكردي، مكي علوان، حسين عبد الله، إبراهيم علي العواد، حسن الفرحان، عبود الحداد، عباس الموسوي، كاظم الشمري، محمد علي الهر، وإبراهيم عبيدة، وغيرهم من أبطال كربلاء الذين دافعوا بحماس بالغ عن مدينتهم الباسلة.

في هذه الأثناء، أمر الشيخ فخري كمونة أبناء المدينة بهدم السد الترابي الذي كان يحجز المياه القادمة من نهر الحسينية، مما أدى إلى غمر المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات العثمانية ومخازنهم وسلاحهم وعتادهم ومؤنهم ، فكانت معنويات المجاهدين بأعلى مايكون فشدوا على العثمانيين شدة رجل واحد ،وفي ذعر كبير، هربت القوات العثمانية بأتجاه بغداد وهم ينادون: (إمام عباس كلدي)، أي جاءنا الإمام العباس (عليه السلام(.

وصلت أخبار الانتصارات الكربلائية إلى الحكومة العثمانية في العاصمة إسطنبول، فأصدرت أمر العفو عن أبناء المدينة،بعد هذا العفو، أجرت الحكومة اتصالات مع كبار رجال الدين في كربلاء لإعادة الهدوء، ومن ثم إعادة الحكومة المحلية التي كانت تتألف من الأتراك، وافق وجهاء كربلاء وزعماؤها على إعادة الإدارة العثمانية للمدينة، بشرط احترام مشاعر الأهالي والسماح لهم بممارسة الشعائر الحسينية، وعدم تجوال الجندرمة في أزقة المدينة وشوارعها إلا في الحالات الضرورية وبعد إخطار مختاري الأحياء.

نتيجة لهذه التفاهمات، تم إصلاح ما تعرضت له العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية والمدينة جرّاء القصف العنيف، وهكذا رضخت القوات العثمانية لمطالب أبناء المدينة، وعاد الأمن إلى مدينة كربلاء المقدسة لفترة قصيرة حتى دخول البريطانيين، لتبقى هذه التجربة مثالاً يُحتذى به في مقاومة الاحتلال، ويشكل رصيداً عظيماً في ذاكرة كربلاء وتاريخها المجيد، فمن تلك اللحظات البطولية، استلهم رجال ثورة العشرين الخالدة عام 1920م إصرارهم وعزيمتهم في مواجهة الاحتلال البريطاني، مدفوعين بروح التضحية والاستقلال التي زرعها أبطال كربلاء في نفوسهم.

 

 

 

 

راجع

د.عدي حاتم المفرجي،تاريخ كربلاء من الاحتلال العثماني حتى نهاية الحكم الملكي،دار الحداثة،بغداد ،2024،ط1،ص71

 

 

 

 

 

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp