جاء في موسوعة كربلاء الحضارية إحدى إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، في الجزء الأول من المحور التاريخي (ص95) ووفق وثيقتين مؤرشفتين في الموسوعة، أن السلطات العثمانية قررت توسعة مركز مدينة كربلاء لاستيعاب السكان وزوار المدينة سنة 1871م.
الوثيقة الأولى كتاب أرسله مدحت باشا والي بغداد إلى رئاسة الوزراء في إسطنبول أوضح فيه أنّ قصبة كربلاء يبلغ عدد بيوتها ودكاكينها وأبنيتها الأخرى حوالي (١٠٤٣) بناية، وهذا العدد من الأبنية لا يتلاءم أو يستوعب عدد السكان في القصبة، خاصة وأن المدينة يفد إليها سنوياً حوالي 66 ألف زائر معظمهم من الإيرانيين والهنود وأقوام أخرى، فضلاً عن أنّ عدد سكان قصبة كربلاء يبلغ حوالي (٥٣٠٠٠) نسمة، ويوجد في القصبة محطة لنقل الركاب، وعدد من الخانات للسكن وهذا كله أدّى إلى ازدحام القصبة وبالتالي تفشي الأمراض والأوبئة الأمر الذي يستوجب توسع المدينة ونقل مقر الحكومة أو المتصرفية إلى خارج سور القصبة القديمة، والعمل على توزيع الأراضي على أهالي المدينة المقتدرين لبناء بيوت لهم فيها من اجل اتساع مساحة المدينة الجديدة".
أما الوثيقة الثانية فهي كتاب مرسل من رئاسة الوزراء إلى وزارة المالية، تضمّن موافقة السلطان العثماني على إجراءات توسعة قصبة كربلاء من خلال تشييد بناية جديدة لحكومة المتصرفية وتوزيع الأراضي على أهالي كربلاء المقتدرين لبناء بيوت جديدة، وبالتالي إنشاء محلة جديدة خارج سور البلدة القديم. وقد ذُيّلت الوثيقة بصدور الموافقة على تخصيص مبلغ مالي قدره مائة ألف قرش، وتخصيص مبلغ مالي إضافي قدره (۸۷۰۰۰) قرش لمتطلبات الإعمار الأخرى.