تقع منطقة الأبيتر على نهر الحسينية، وفيها مرقد (إمام نوح) وهو أبو أيوب نوح بن دراج النخعي الكوفي المتوفي عام 182هـ / 798م، ومرقد الأخرس بن الإمام الكاظم عليه السلام.
وتُعد منطقة الأبيتر إحدى مناطق الغاضريات. وقد استوطنت قبيلة بني أسد هذه المنطقة التي عدَّها البلدانيون من نواحي مدينة الكوفة.
ويبدو أنَّ الأسديّين منذ عصر صدر الإسلام انتشروا في المنطقة الواقعة بين الكوفة وكربلاء. وكانت منطقة (الظهر) التي تُطلق على ظهر الحيرة قبل الإسلام، وظهر الكوفة في التاريخ الإسلامي تحتضن البادية التي تقع بين النجف وكربلاء، وقد ضمَّت خططاً في العصور التاريخية. وقد اختفت معالمُها في الوقت الحاضر، واندرست آثارُها ومنها موضع (بارق) الذي يشغل مساحة جغرافية في البادية. ويقول الشيخ علي الشرقي: إنَّ منطقة بارق هي الواقعة بين النجف وكربلاء. وأشار الشاعر الأسود بن يعفر النهشلي إلى هذه البقعة الجغرافية الواسعة بقوله:
أهْلُ الخَوَرْنَقِ والسديرِ وبارقٍ والقصرِ ذي الشُرُفاتِ مِنْ سندادِ
والمنطقة التي ضمَّت الحيرة والكوفة، وما يحيط بها من صحراء واسعة؛ قد سكنتها قبائل عربية معروفة، ومنها قبيلة أسد التي اتخذت من منطقة الأبيتر مستقراً لها، حتى أحداث معركة الطف عام 61هـ.
وكانت منطقة (العذيب) الواقعة قرب (بارق) قد شهدت لقاء الإمام الحسين عليه السلام بالحر بن يزيد الرياحي، وجرت بينهما محاورات. وقد عُرِفَت هذه المنطقة بعيون الطف؛ لكثرة ما فيها من العيون.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث ص42 - 43