نشرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، دراسة علمية متخصصة بيّنت فيها أن الموقع الدقيق لمدينة كربلاء، هو في وسط العراق، على الحافة الشرقية للهضبة الصحراوية الغربية، ملتقى البادية بالسهل الرسوبي، بين خط طول (10،43-20،44) ودائرة عرض (32-330) درجة، على بعد (105) كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد، وعلى حافة الصحراء في غربي الفرات، على الجهة اليسرى لجدول الحسينية.
وجاء في الموسوعة، أنه "لم تكن كربلاء قبل الفتح الإسلامي بلدةً تستحق الذكر، ولم يرد ذكرها في التاريخ إلا نادراً، كونها قرية بسيطة عليها مزارع وضياع لدهاقين الفرس، وسكانها أهل حراثة وزراعة، أما في العهد الأموي، فقد ذاع صيتها واصبحت محط ترحال، ومحطة تجارة وقوافل، نظراً لأهمية موقعها الديني والجغرافي في الحاصلات الزراعية المتنوعة، فنالت بذلك شهرة واسعة في العامل الإسلامي، وأقبل الناس على زيارتها أو السكن فيها لطلب العلم في مدارسها حتى أصبحت مع الزمن من أمهات المدن العراقية".
وأضاف المحور الإجتماعي في الموسوعة، أن "الموقع المتميز الذي تتمتع به كربلاء على حافة الهضبة الصحراوية، ضمن منطقة السهل الرسوبي، جعل منها بوابةً للتجارة الخارجية نحو الجزيرة العربية، ورحلاتها الموسمية الصيفية والشتائية، وطريقاً للحج البري، ومركزاً تجارياً للبدو والحضر وأهل الريف، وملتقى لطرق المواصلات"، مبيناً أن "لمركز كربلاء الديني، أثر كبيراً في حياة سكانها بشكل عام وفي الجانب الاقتصادي بشكل خاص، وذلك لوجود مرقديّ الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) وبقية الشهداء الأبرار (رضوان الله عليهم)".
المصدر: -موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور الإجتماعي، الجزء الأول، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 44-45.