أوردت موسوعة كربلاء الحضارية والصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة شاهداً آخر من الشواهد على الترابط القديم بين حضارات العراق القديم مع مدينة كربلاء المقدسة، ألا وهو موقع شفاثا وعين التمر التاريخي الشهير.
وجاء في المحور التاريخي للموسوعة، أن "قرية شفاثا تقع قرب (عين التمر) وفيها يجلب القسب والتمر الى المدن الأخرى، حيث ورد أسمها بألفاظ عديدة في المصادر وهي: شفاثا، شفاثى، شثاثا، شفاثة، شتاثة"، متسائلاً "أنه بالنظر لكون موقعها يقترب من حصن الأخيضر، ومدينة عين التمر، وهذه حقيقة جغرافية، فكيف جاز للمسؤولين دمج شفاثا بعين التمر؟".
ويذكر قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة، أنه "قد استغرب الأستاذ الدكتور (مصطفى جواد) من هذا الإجراء بقوله إنه (مما يستغرب ان بعض المتطفلين على مائدة الجغرافية العراقية القديمة، إستبدال اسم شفاثا بـ -عين التمر- حيث صارت شفاثا تسمى عين التمر رسمياً، وهذا تخبط ما بعده تخبط، فكلتا البلدتيّن لهما وجود تأريخي خاص، ولكل منهما تأريخ خاص بها، وقد خرجت عين التمر وبقيت شفاثا، وستبقى الى ما شاء الله، ومن العامة من يسميها (شثاثة) على سبيل الإبدال، وبها يضرب المثل في فساد الصحة، فالعامة يقولون: -يريد من شثاثة عافية-، فشفاثا غير عين التمر، وعين التمر غير شفاثا فالتغاير والتباين جد مبنيين)".
وأشارت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الى أن "عيوناً وودياناً كالرحالية وراس العين ووادي الأسود وقصر الأخيضر ومرقد ابي هاشم، تقترب جميعها من شفاثا، حيث ترتبط صحراء شفاثا بصحراء النجف الأشرف وبصحراء الأنبار، فيما ورد لفظها بأسم (صحراء كربلاء) في أحداث عام 796 هـ، وقد مرّ بها خالد بن الوليد عام 12هـ في طريقه الى الشام، وكانت محصنة في عصره، وبعد قتال مع الجيش الفارسي التابع للملك الساساني كسرى، تمكّن من السيطرة عليها، ونزل سكانها على حكمه".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التأريخ الإسلامي، الجزء الأول، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 48-49.