تشكل الموارد المائية بتنوع صورها اساسا بالغ الأهمية والأثر لأي مكان على الكرة الأرضية كون أن الماء هو أساس الحياة ومن ثم الاقتصاد الوطني.
وعليه فإن أية مشكلات تواجه هذا المورد سوف تلقي بضلالها على كل الفعاليات البشرية بصورة مباشرة وغير مباشرة على السكان والزراعة والصناعة وغيرها.
إثر تنوع مصادر المياه في محافظة كربلاء المقدسة لا يعني بأي حال من الأحوال وفرة المياه فيها، إذ يقابل ذلك التنوع مشكلتين الأولى قلة تصاريفها وتردي نوعيتها والثاني سعة مساحة الأراضي الصحراوية، فأغلب الدراسات تؤكد بأن الأراضي المروية التي تحصل على المياه بشكل دائم ومستمر لا تتجاوز (۱۰٪) من مساحة محافظة كربلاء المقدسة.
والجانب الآخر يتمثل في أن مصادر مياهها الدائمة تقع خارج الحدود الإدارية لمحافظة كربلاء المقدسة عن طريق نهر الفرات من مقدم سد الهندية.
يعد نهر الفرات من أهم المصادر المغذية للمياه في محافظة كربلاء المقدسة سواء أكانت مباشرة عن طريق المضخات المائية Water Pipes ، أو عن طريق جدولي الحسينية وبنی حسن الإروائيين من خلال مقدم سدة الهندية الواقعة على نهر الفرات، وعلى مسافة تبعد (١٥٠/ کم) جنوب سد الرمادي و (١٣٥/ کم) جنوب سدة الفلوجة والتي أُنشئت عام ۱۹۱۳م بناء على مقترحات المهندس "ویلیام ویلکوکس" سنة 1908م في إصلاح شؤون الري في العراق، وتم تطويرها وتحسين كفاءها مرات عدة، ليصل تصريفها الحالي إلى (۳۰۰۰/ م3/ ثا) ایام الفيضانات والحالات القصوى.
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الجغرافي، ج١، ص١٧٥-178.